james169_PM ImagesGetty Images_USmoneydeclinecollapse PM Images/Getty Images

أميركا تعيش مرحلة سوفييتية متأخرة

برينستون ــ كان الاتحاد السوفييتي أرضا خصبة للنكات السياسية، التي احتلت مكانة بارزة في الحياة الثقافية كتلك التي تحتلها البرامج الكوميدية التي تذاع في وقت متأخر من الليل في الولايات المتحدة. وفقا لإحدى القصص الشعبية، انتهت الحال بالشاب الذي صرخ في الساحة الحمراء قائلا إن الزعيم السوفييتي العاجز ليونيد بريجنيف "أحمق" إلى الحكم عليه بالسجن لمدة خمسة وعشرين عاما ونصف العام ــ ستة أشهر لأنه أهان رئيس مجلس السوفييت الأعلى، وخمسة وعشرين عاما لأنه كشف عن أسرار الدولة.

وقد اتبعت ردة الفعل الغاضبة من قِـبَـل إدارة ترمب إزاء كتاب جديد من تأليف مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون نصا مماثلا. فالكتاب يعتبر خطيرا ليس لأنه يهين دونالد ترمب بل لأنه يكشف أن الرئيس غير مؤهل بدرجة شديدة و"جاهل إلى حد مذهل". إذا لم يكن ذلك واضحا بالفعل، فإن العالم بأسره بات يعرف الآن أن الولايات المتحدة تفتقر إلى أي توجه استراتيجي أو قيادة تنفيذية متماسكة.

الواقع أن العديد من جوانب العام الرهيب الحالي في أميركا تذكرنا بسنوات الاتحاد السوفييتي الأخيرة، بدءا باشتداد حدة الصراع الاجتماعي والسياسي. في الحالة السوفييتية، سرعان ما صعدت الخصومات الـعِـرقية المكبوتة والتطلعات الوطنية المتنافسة إلى السطح، فدفعت البلاد بالكامل نحو العنف، والانفصال، والتفكك. وفي الولايات المتحدة، تمثلت استجابة ترمب للاحتجاجات عل الصعيد الوطني ضد العنصرية، ووحشية الشرطة، والتفاوت بين الناس في تأجيج المزيد من الانقسام العنصري التاريخي في أميركا. وكما حدث مع تماثيل لينين أثناء انهيار الإمبراطورية السوفييتية، يجري الآن إسقاط تماثيل زعماء الكونفدرالية في كل مكان تقريبا.

https://prosyn.org/4HWtj6Far