buiter31_RONALDO SCHEMIDTAFP via Getty Images_argentinaeconomyexchange Ronaldo Schemidt/AFP via Getty Images

مشكلة الأرجنتين

نيويورك-لقد وصف جوزيف ي ستيجليتز في مقال نُشر مؤخرا تعافي الارجنتين في سنة 2021 بإنه "معجزة كوفيد" ولكن في اعتقادنا فإن البلاد تتجه الى كارثة اقتصادية أخرى.

لو نظرنا الى التاريخ الاقتصادي المعاصر للأرجنتين سنجد ان الرئيس البرتو فيرناندز تولى مهام منصبه في ديسمبر 2019 حيث ورث عن الرئيس السابق ماوريسيو ماكري ركوداً استمر لعامين وتضخم مرتفع ( 53،8%) ولقد أدت الجائحة عندئذ الى تعميق ركود ماكري كما أنخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (المعدل حسب التضخم) بنسبة 9.9٪ في عام 2020 وبينما ساعدت الموارد الطبيعية الضخمة للأرجنتين في تعافيها مع تحول الطلب العالمي من الخدمات الى البضائع الفعلية بسبب الجائحة ، إلا أن معدل نمو حقيقي يقدّر بنسبة 10% سنة 2021 لم يكن كافيا لاستعادة الناتج المحلي الإجمالي الارجنتيني لذروته التي تحققت قبل كوفيد وذلك في الربع الأخير من سنة 2017.

بالإضافة الى ذلك وفي حين أدى الركود المرتبط بفيروس كورونا الى تراجع التضخم في النصف الثاني من عام 2020، فلقد أدى التعافي الى ارتفاع المعدل السنوي مجددا ليصل الى 50،9%بحلول نهاية عام 2021 وعلى الرغم من التجميد الدوري الحكومي للأسعار وسقف الصادرات لبعض منتجات اللحوم والحبوب. أن معدل تضخم يصل الى نسبة 50٪ ليس مستدامًا اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو سياسيًا ولكن تقليصه يتطلب انضباط نقدي ومالي مما يعني تحمل فترة من النمو دون المستوى المحتمل وارتفاع معدلات البطالة.

https://prosyn.org/TdbczXfar