varoufakis79_iNuengGetty Images_debtrelief iNueng/Getty Images

التقشف وغرضه الخفي

أثينا ــ في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، قرر توماس بيل الهجرة من إنجلترا إلى سوان ريفر في أستراليا الغربية. كان بيل رجلا ثريا، فاصطحب معه إلى جانب أسرته "300 شخص من الطبقة العاملة، من الرجال والنساء والأطفال"، بالإضافة إلى "سبل العيش والإنتاج بما يعادل مبلغ 50ألف جنيه إسترليني". ولكن بعد وصوله بفترة وجيزة كان مآل خطط بيل إلى الدمار والخراب.

لم يكن السبب مرضا أو كارثة أو تربة رديئة. فقد هجرته قوة العمل التي اصطحبها معه، بعد أن حصل كل منهم على رقعة أرض في البرية المحيطة، وشرعوا في ممارسة "أعمال تجارية" خاصة بهم. على الرغم من أن بيل جلب معه العمالة والمال ورأس المال المادي، كانت قدرة العمال على الوصول إلى بدائل تعني أنه لا يستطيع جلب الرأسمالية.

روى كارل ماركس قصة بيل في المجلد الأول من كتابه "رأس المال" لتوضيح نقطة مفادها أن "رأس المال ليس شيئا، بل علاقة اجتماعية بين أشخاص". يظل هذا المثال الرمزي مفيدا إلى يومنا هذا في إلقاء الضوء ليس فقط على الفارق بين المال ورأس المال، بل أيضا على السبب وراء استمرار فكرة التقشف، على الرغم من افتقارها إلى المنطق، في العودة مرارا وتكرارا.

https://prosyn.org/ajzhCk2ar