chellaney155_Spencer PlattGetty Images_bidenpakistan Spencer Platt/Getty Images

أين تتجلى خطورة رعاية بايدن لباكستان؟

نيودلهي- نادرًا ما تتعلم الولايات المتحدة من أخطائها لأنها تعاني مما أطلق عليه عالم السياسة الراحل، هانز مورغنثاو، "النرجسية الاستراتيجية". إذ يبدو أن كل شخص ينصب رئيساً لأمريكا يعتقد أن العالم ينتظر التعليمات الأمريكية، ويضع سياسات على أساس هذا الافتراض الخاطئ.

فعلى سبيل المثال، يبدو الرئيس جو بايدن مصمما على تكرار الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها أمريكا سابقا، وذلك من خلال استئنافه لسياسة التدليل اتجاه باكستان. إذ لم يدرك الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون أن شراكة أمريكا الطويلة الأمد مع وكالة الاستخبارات الباكستانية الشريرة أتاحت لباكستان فرصة إضفاء الطابع المؤسسي على الإرهاب من خلال توظيفها للجهاديين المسلحين في حرب غير متكافئة ومنخفضة الحدة ضد البلدان المجاورة. فعلى سبيل المثال، تسعى باكستان على الدوام إلى استعمار أفغانستان من خلال تنصيب نظام يتبع تعليماتها، لذلك أنشأت المخابرات الباكستانية حركة طالبان في أوائل تسعينيات القرن العشرين. ومع عودة طالبان إلى السيطرة بعد أن هندست المخابرات الباكستانية هزيمة أمريكا المخزية في أفغانستان، حققت باكستان ما كانت تصبو إليه.

لقد أصبحت باكستان نفسها قبلة متطرفة تستضيف العديد من الكيانات التي أدرجتها الأمم المتحدة في قوائم الإرهابيين. فقد اكتشفت الولايات المتحدة أن مؤسس القاعدة أسامة بن لادن- العقل المدبر لأسوأ هجوم إرهابي في تاريخ أمريكا- يعيش بجوار الأكاديمية العسكرية الباكستانية. وألقي القبض على متآمرين آخرين في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، بمن فيهم خالد شيخ محمد، وهو الثالث في التسلسل القيادي للقاعدة، في باكستان. وعلى الرغم من علاقاته مع الكيانات الإرهابية، فقد تمكن الجيش الباكستاني الذي يتمتع بقوة سياسية، بما في ذلك جهاز الاستخبارات الباكستانية التابع له، من الإفلات من العقاب.

https://prosyn.org/t4kr1J3ar