boskin85_Chip SomodevillaGetty Images_white house Chip Somodevilla/Getty Images

مغامرات البيت الأبيض في أرض العجائب

ستانفورد ــ عندما تُصدر إدارة الرئيس جو بايدن بيانات وتقديرات غير واقعية بشأن متطلبات كل من الأمن الاقتصادي أو أمن الطاقة أو الأمن القومي الأميركي، فإنها بذلك لا تخدم أيا من هذه المجالات. ورغم اعتياد كل إدارة من الإدارات الأميركية المبالغة إلى حد ما، أضحت المزاعم المضللة تمثل إشكالية أكبر في البيئة الحالية المتغيرة لصنع السياسات.

ولا أقصد هنا حالات إساءة التقدير المخجلة، كاعتقاد الإدارة بأن التضخم المتصاعد كان "عابرا"، وهو الاعتقاد الذي كلفنا كثيرا. فالتضليل السياسي متفاوت الدرجات والصور، بدايةً من دفاع إدارة بايدن المستميت عن البيانات السخيفة (كالبيان الذي اعتبر الانسحاب من أفغانستان نجاحا)، وتحويل اللوم إلى الآخرين (مثل عزو الارتفاع الشديد في تكلفة الغاز إلى "رفع بوتن للأسعار")، حتى تعامل سلفه دونالد ترمب بانتقائية مع البيانات الخاصة بجائحة فيروس كورونا، واعتماد الرئيس الأسبق بِل كلينتون على التلاعب بالمعاني وإبهامها.

تجسدت أحدث أمثلة التضليل في تأكيد بايدن ووزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس مرارا وتكرار على أن حدود أميركا الجنوبية آمنة، رغم معرفتهما التامة والمؤكدة بأنها ليست كذلك، إذ يكشف إصدار الإدارة المؤجَّل لبياناتها أواخر الشهر الماضي عن رقم من المواجهات لدوريات الحدود يحطم كل الأرقام القياسية بلغ 2.4 مليون مواجهة خلال العام المالي، إضافة إلى ما يُقدر بنصف مليون مهاجر غير شرعي تمكنوا من الإفلات من المواجهة.

https://prosyn.org/reReKCJar