solana131_Toby Melville - WPA PoolGetty Images_bideng7 Toby Melville/WPA Pool/Getty Images

أميركا وجولة العودة

مدريد ــ بدت أول جولة دولية يقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن وكأنها نسمة من الهواء العليل. فمن حضور قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في كورنوال، إلى لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في جنيف، قام بايدن بواجباته بحنكة سياسية ورباطة جأش ــ في تناقض صارخ مع حالة الفوضى والكذب التي اتسمت بها الزيارات الخارجية التي قام بها دونالد ترمب. بعثت رحلة بايدن برسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة أصبحت مرة أخرى في أيد أمينة، وهي اليد التي ستكون مبسوطة أولا وقبل كل شيء لحلفائها التقليديين.

لكن أهداف بايدن تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك: فمن خلال حشد ديمقراطيات العالم في مواجهة الصين وغيرها من الأنظمة الاستبدادية، يأمل بايدن في هندسة نوع من النهضة الديمقراطية العالمية. صحيح أن قدرته على تحقيق هذه الرؤية بعيدة عن كونها واضحة، لكنه، رغم ذلك، لم يُـضِـع أي وقت في الانخراط في العمل.

كان جيمي كارتر آخر رئيس أميركي يختار أوروبا كمقصد لأولى رحلاته الخارجية. في عام 1977، بدأت جولة كارتر في المملكة المتحدة، حيث حضر قمة مجموعة السبع، ثم حملته إلى سويسرا، حيث التقى بالرئيس السوري حافظ الأسد (حليف سوفييتي). الواقع أن أوجه الشبه مع رحلة بايدن واضحة بلا أي لبس ــ ونظرا لإعجابه المعلن منذ فترة طويلة بالرئيس كارتر، فربما لا يكون هذا من قبيل المصادفة بالكامل.

https://prosyn.org/E8FQVXPar