brexit pro eu WIktor Szymanowicz/NurPhoto via Getty Images

بريطانيا بين اللا خيار واللا خروج

لندن ــ قلبت محاولة بريطانيا المتعثرة للخروج من الاتحاد الأوروبي وهمين عاشهما العالم منذ نهاية الحرب الباردة رأسا على عقب. هذان الوهمان هما: السيادة الوطنية والتكامل الاقتصادي، أو نقطتا نهاية التاريخ المتلازمتان، على حد وصف فرانسيس فوكوياما في مقاله الشهير عام 1989.

قانونيا، يتكون العالم من 191 دولة ذات سيادة لها حرية الدخول في معاهدات واتفاقيات واتحادات لترتيب علاقاتها مع بعضها بعضا. وبريطانيا واحدة من تلك الدول. وسيكون فشلها في تحقيق خروج هادف من الاتحاد الأوروبي سابقة في التاريخ الحديث لدولة كبرى ذات سيادة تُجبر على البقاء في اتحاد اختياري بسبب التكلفة الباهظة المترتبة على الخروج، رغم أن القانون يكفل لها حرية القيام بذلك.

هنا يجب أن نفهم الإكراه على أنه سلسلة متصلة من الضغوط، تمتد من استخدام القوة عند أحد طرفيها إلى العقوبات الاقتصادية والثقافية الخفيفة على الطرف الآخر، وهنا تقاس سيادة أي دولة بمدى تأثرها بأشكال الإكراه المختلفة التي يمكن أن تتعرض لها.

https://prosyn.org/3iz05ruar