varouafkis81_metamorworksGetty Images_digitalcurrencies metamorworks/Getty Images

عملة مشفرة تصدرها البنوك المركزية من أجل نقود ديمقراطية

أثينا ــ كان تاريخ النقود عامرا بالنضالات للسيطرة على نظام الدفع وشجرة المال. اليوم، وقد أصبحت السيطرة على كليهما في أيدي المصرفيين، تنتهي الجهود التي تبذلها البنوك المركزية لتعزيز الأعمال التجارية إلى تضخيم فجوات التفاوت بينما تفشل في معالجة الركود الاقتصادي أو الكارثة المناخية الوشيكة. والآن حان الوقت لإنهاء هذه السيطرة الاحتكارية الفاضحة؛ والسبيل إلى تحقيق هذه الغاية يتلخص في إنشاء عملة رقمية مشفرة يصدرها البنك المركزي.

سواء كنت تدفع ثمن فنجان من القهوة ببطاقة خصم أو تحول أموالك من بنك إلى آخر، فإن المعاملة تمر عبر نظام رقمي مملوك بالكامل لمصرفيين. أي أن ما ينبغي أن يكون منفعة عامة، مثل الطرق أو شبكات الصرف، هو في حقيقة الأمر كيان احتكاري مربح. على نحو مماثل، في كل مرة يقدم المصرفيون القروض، فإنهم يرفعون رصيد حساب المقترض، فيخلقون بالتالي أموالا جديدة. وعلى هذا فإن الدولارات، والجنيهات، واليورو، والين، وما إلى ذلك تُـسـتَـحـضَر في الأغلب الأعم من قِـبَـل مصرفيين خاصين من لا شيء.

سوف يحتج المدافعون عن الوضع الراهن بأن قدرة المصرفيين على الوصول إلى شجرة المال يقيدها البنك المركزي. ومن خلال فرض نسبة دنيا من الديون الآمنة (مثل سندات الحكومة الأميركية أو الضمانات العقارية) على المصرفيين، لكل قرض يقدمونه، يحد البنك المركزي من إنتاج نقود جديدة. ولكن برغم أن هذا قد يكون صحيحا من الناحية النظرية، فإن الديون أثناء الأزمات تسلك منعطفا سيئا بشكل جماعي، مما يضطر البنك المركزي إلى الاختيار بين السماح للبنوك بالإفلاس وقبول ضمانات عديمة القيمة على نحو متزايد.

https://prosyn.org/FgZpb3Ear