buruma195_Kevin FrayerGetty Images_xijinping Kevin Frayer/Getty Images

الصين وأزمة الحكم المطلق

نيويورك-كان الرئيس الصيني حتى وقت قريب يفتخر بسياسته المتعلقة بصفر كوفيد ويقدمها كدليل على ان الدول ذات حكم الحزب الواحد المطلق مثل الصين هي أكثر استعدادًا للتعامل مع الجوائح (أو أي ازمة أخرى) مقارنةً بالديمقراطيات الفوضوية والتي يعيق عملها السياسيون الأنانيون والناخبون المتقلبون.

ربما كان هذا الطرح يبدو معقولاً للكثيرين في عام 2020 عندما كان مئات الآلاف من الأمريكيين يموتون وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يرّوج لعقاقير مضادة للملاريا وحقن التبييض كعلاج لكوفيد-19، وفي الوقت نفسه فرض شي قيودًا صارمة مرتبطة بالجائحة أغلقت البلاد بأكملها تقريبًا وأجبرت الناس على العيش في معسكرات عزل كما أصر على أن يرتدي المواطنون الصينيون الذين يسافرون إلى الخارج سترات المواد الخطرة مثل العمال في بعض المختبرات السامة العملاقة، ولبعض الوقت بدا وكأن هذا النظام الصارم يقلل  من عدد الوفيات إلى الحد الأدنى مقارنة بمعظم البلدان الأخرى (وعلى الرغم من أن إحصاءات الحكومة الصينية معروفة بعدم موثوقيتها).

لكن التكاليف الاقتصادية الباهظة لاستراتيجية الصين المتعلقة بصفر كوفيد دفعت الناس إلى أن يتملكهم اليأس ولدرجة أن بعضهم نزل أخيرًا إلى الشارع في مخاطرة كبيرة. ومع ذلك، واصل شي الادعاء بأن الحزب الشيوعي الحاكم كان يشن "حربًا شعبية" ضد الفيروس وأنه سيفعل كل ما يلزم من أجل إنقاذ الأرواح ولكن لاحقًا لذلك وفي نهاية العام الماضي على وجه التحديد عندما اندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء المدن الصينية، تم فجأة إعلان انتهاء الحرب، لا مزيد من عمليات الإغلاق أو سترات المواد الخطرة أو حتى فحص الكوفيد، فبعد الاحتجاجات غير المسبوقة العام الماضي، يبدو أن الصين أصبحت الآن تعتبر كوفيد-19 غير ضار.

https://prosyn.org/OzXt7aJar