pisaniferry125_Smith CollectionGadoGetty Images_teslacharging Smith Collection/Gado/Getty Images

المناخ ضد الرأسمالية

باريس ــ لا يترك أحدث تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أي مجال للشك: سوفي يستمر الانحباس الحراري الكوكبي حتى عام 2050 على الأقل، حتى لو انخفضت الانبعاثات الغازية المسببة له بشكل كبير في العقود المقبلة. وإذا جرى خفضها ببطء شديد، فإن هذا النوع من موجات الحرارة، والجفاف، والأمطار الغزية، والفيضانات، الذي شهدناه هذا الصيف سيصبح أكثر تواترا. ولا يمكننا استبعاد المزيد من النتائج الكارثية، مثل التغيرات المفاجئة التي لا رجعة فيها في دورة المحيطات.

ما يدعو إلى التفاؤل أن عامة الناس أصبحوا مقتنعين على نحو متزايد بإلحاح هذه المشكلة. يشير استطلاع للرأي أجرته الأمم المتحدة مؤخرا إلى أن ما يقرب من ثلثي الأشخاص في خمسين دولة يعتبرون تغير المناخ حالة طارئة. السؤال إذن هو ماذا يترتب على العمل المناخي من نتائج. كيف قد يؤثر على الدخل، والوظائف، وظروف المعيشة؟ الواقع أن أغلب المواطنين لا يعرفون ببساطة، لأن ما يقدم لهم من مناظير للمستقبل شديد التناقض.

من ناحية، يثق المتفائلون بالتكنولوجيا في أن الإبداعات والابتكارات الخضراء الجديدة من الممكن أن تقطع شوطا طويلا نحو حل المشكلة. تتسم رؤيتهم للمستقبل بالبساطة: فسوف نقود سيارات كهربائية بدلا من سيارات البنزين، ونسافر في قطارات عالية السرعة بدلا من ركوب الطائرات، ونسكن في منازل محايدة كربونيا. ربما يضطر الأثرياء إلى التخلي عن الاستمتاع بالإجازات والعطل في قارات أخرى، لكن أساليب حياة الآخرين جميعهم تقريبا ستظل محفوظة في الأساس.

https://prosyn.org/YvLF309ar