rudd11_Samuel CorumGetty Images_cdcsecretarycoronavirus Samuel Corum/Getty Images

فيروس كورونا 2019 يهزم القومية

نيويورك ــ مؤخرا، كنت أسير في شارع إيست التاسع والعشرين في مانهاتن، بعد زيارة أحد الأصدقاء في مستشفى بلفيو، عندما قَـطَـع حبل أفكاري صُـراخ رجل أبيض في منتصف العمر في وجه رجل صيني مسن: "أخرج من بلدي أيها الصيني الحقير!" أصيب الرجل المسن بالذهول. وأنا أيضا انتابتني الدهشة لوهلة، قبل أن أجأر ردا عليه (مستخدما كامل نطاق مفرداتي اللغوية الأسترالية الأصلية): "أغرب من هنا واتركه وشأنه أيها العنصري الأبيض القذر".

توقف المارة، واندفع نحوي شاب أبيض البشرة داكن الشعر. ولأنني لست ملاكما بالسليقة والتدريب، فقد استجمعت قواي ترقبا لما قد يحدث. توقف الشاب بالقرب مني وقال: "شكرا لك لأنك نصرته. لهذا السبب قاتلت في العراق؛ حتى يتسنى للناس من أمثاله أن يعيشوا أحرارا".

بعيدا عن تاريخ حرب العراق المؤلم، يُـعَـد مرض فيروس كورونا 2019 تذكرة صارخة بأن الأوبئة العالمية، مثل تغير المناخ، لا تحترم أي حدود سياسية. ومن المرجح أن تتكرر التجربة التي مرت بها الصين مع الفيروس في يناير/كانون الأول وفبراير/شباط في قسم كبير من العالم في مارس/آذار وإبريل/نيسان. وسوف نشهد اختلافات في أعداد الإصابات بعدوى الفيروس، اعتمادا على عوامل لا يمكن التحكم فيها أو تقديرها مثل درجات الحرارة، والمتانة النسبية لاختبار الصحة العامة والأنظمة العلاجية، ومستويات مختلفة من المرونة المالية والاقتصادية. وينبغي لنا أن نستعد بتعقل لهذه الحالات الطارئة، لا أن نستسلم لذعر لا عقلاني ــ ناهيك عن ممالأة ومناصرة قوالب نمطية عنصرية.

https://prosyn.org/nM9vGtzar