rodrik187_Jorge FernándezLightRocket via Getty Images_nigeriatrain Jorge Fernández/LightRocket via Getty Images

الاقتصاد ومشكلة أخرى من مشكلات التنوع

كمبريدج ــ في بداية حياته المهنية، أقام رجل الاقتصاد جوزيف ستيجليتز لفترة طويلة في كينيا، حيث وجد العديد من الغرائب الصادمة في كيفية عمل الاقتصاد المحلي. كانت المؤاكرة (الزراعة بالمشاركة) واحدة من هذه الممارسات الشاذة. كان ستيجليتز يتساءل: إذا طُـلِـبَ من المزارعين تسليم نصف حصادهم من المحاصيل التي يزرعونها إلى مُـلّاك الأرض، ألن يتسبب هذا في إضعاف الحوافز بشكل كبير مما يقلل بالتالي من الكفاءة؟ لماذا استمر مثل هذا النظام؟

قاده سعيه إلى حل هذه المفارقة إلى تطوير نظرياته الأساسية حول المعلومات المتعارضة، والتي نال بفضلها في وقت لاحق جائزة نوبل التذكارية في علوم الاقتصاد. قال ستيجليتز وهو يستعيد ذكرياته: "كان الوقت الذي قضيته في كينيا شديد الأهمية في تطوير أفكاري حول اقتصاديات المعلومات".

على نحو مماثل، كان الخبير الاقتصادي ألبرت هيرشمان في نيجيريا عندما لاحظ سلوكا وجده محيرا. بدأت شركة السكك الحديدية، التي كانت تشكل احتكارا عاما لفترة طويلة، تواجه المنافسة من سائقي الشاحنات الخاصة. ولكن بدلا من الاستجابة لهذا الضغط بمعالجة أوجه القصور الصارخة العديدة التي تعيبها، ازداد تدهور الشركة ببساطة. استنتج هيرشمان أن خسارة المستهلكين حرمت الشركة المملوك للدولة من مردود معلوماتي قيم. كانت هذه الملاحظة حول النقل بالسكك الحديدية في نيجيريا البذرة التي نمت لتتحول إلى كتابه الـمكين "الخروج، والصوت، والولاء" (استحق هيرشمان أيضا جائزة نوبل بجدارة، لكنه لم يحصل عليها مطلقا).

https://prosyn.org/rQNfWtgar