solana142_OMEU PoolGetty Images_EUdefense OM/EU/Pool/Getty Images

الأمن الأوروبي بعد قمة الناتو في مدريد

مدريد ــ في نهاية شهر يونيو/حزيران، أي بعد مرور خمسة وعشرين عاما على آخر قمة استضافتها مدريد لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ستكون العاصمة الإسبانية مرة أخرى المشهد الذي تدور فيه أحداث فصل جديد من فصول الأمن الأوروبي. وسوف يكون لزاما على أوروبا، في الأغلب الأعم، أن تلعب دور البطولة في الرواية. في النهاية، يجب أن يساعد اجتماع الحلف القادم الأوروبيين على النهوض وتحمل مسؤولياتهم في ما يتصل بأمن القارة الأوروبية. هذه هي أفضل وأهم مساهمة يمكن أن تقدمها أوروبا لمستقبل الناتو.

يختلف السياق الجيوسياسي اليوم تمام الاختلاف عن الهيئة التي كان عليها قبل ربع قرن من الزمن. في قمة مدريد عام 1997، وجه الناتو الدعوة إلى ثلاث دول سابقة في حلف وارسو ــ جمهورية التشيك، والمجر، وبولندا ــ للانضمام. بالإضافة إلى هذا، بعد التوقيع في ذلك العام على قانون الناتو التأسيسي الخاص بروسيا وما تلا ذلك من إنشاء مجلس الناتو-روسيا، كانت أوروبا تتطلع إلى مستقبل من التقارب غير المسبوق مع الكرملين. والآن، بالطبع، لم يتبق من ذلك التفاؤل سوى أقل القليل.

أثبت الناتو أنه لا غنى عنه لأمن أوروبا وأفضل ضمانة للأمن الوطني لعدد متنام من البلدان. كانت إحدى أهم العواقب المترتبة على الحرب في أوكرانيا تقدم فنلندا والسويد بطلب للانضمام إلى عضوية الناتو ــ إذ تتمتع هاتان الدولتان بكل المؤهلات التي تسمح لهما بالمساهمة إيجابيا في الحلف. وبعد القرار الأخير الذي اتخذه المواطنون في الدنمرك بالانضمام إلى سياسة الاتحاد الأوروبي الدفاعية، أصبحت المؤسسات التي تشكل الأساس الذي يستند إليه الأمن الأوروبي متوافقة على نحو متزايد.

https://prosyn.org/TJKIHBcar