sachs315_Pablo Rojas MadariagaNurPhoto via Getty Images_chileprotestmanbulletface Pablo Rojas Madariaga/NurPhoto via Getty Images

لماذا تتمرد المدن الغنية

نيويورك ــ ثلاث من أكثر مدن العالم ثراء اشتعلت بالاحتجاجات والاضطرابات هذا العام. فقد واجهت باريس موجات من الاحتجاجات وأعمال الشغب منذ نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2018، بعد فترة وجيزة من صدور القرار الذي اتخذه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برفع الضرائب المفروضة على الوقود. وكانت هونج كونج في جيشان متواصل منذ شهر مارس/آذار، بعد أن اقترحت الرئيسة التنفيذية كاري لام قانونا يسمح بتسليم المجرمين إلى البر الرئيسي الصيني. واندلعت أعمال الشغب في سانتياجو هذا الشهر بعد أن أمر الرئيس سباستيان بينييرا بزيادة أسعار تذاكر المترو. صحيح أن كل احتجاج كان له عوامله المحلية المميزة، لكنها في مجموعها تنبئنا بقصة أكبر حول ما قد يحدث عندما يقترن الإحساس بالظلم بتصور واسع النطاق بتدني الحراك الاجتماعي.

وفقا للمعايير التقليدية لنصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي، تُعَد كل من المدن الثلاث نموذجا للنجاح الاقتصادي. إذ يبلغ نصيب الفرد في الدخل نحو 40 ألف دولار في هونج كونج، وأكثر من 60 ألف دولار في باريس، وحوالي 18 ألف دولار في سانتياجو، وهي واحدة من أغنى المدن في أميركا اللاتينية. وفي تقرير التنافسية العالمية لعام 2019 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تحتل هونج كونج المرتبة الثالثة، وفرنسا المرتبة 15، وشيلي المرتبة 33 (الأفضل في أميركا اللاتينية بفارق كبير).

مع ذلك، وفي حين تتميز هذه الدول بالثراء إلى حد بعيد والقدرة التنافسية بالمعايير التقليدية، فإن سكانها لا يشعرون بالرضا عن جوانب أساسية في حياتهم. فوفقا لتقرير السعادة العالمية لعام 2019، يشعر مواطنو هونج كونج، وفرنسا، وشيلي بأن حياتهم عالقة من أكثر من جانب مهم.

https://prosyn.org/UVzgVjjar