acemoglu13_Mlenny Getty Images_berlinwalltheendsign Mlenny/Getty Images

سقوط سور برلين والديمقراطية الاجتماعية

كمبريدج ــ كان من الواضح قبل ثلاثين عاما أن سقوط سور برلين من شأنه أن يغير كل شيء. ولكن لا أحد يستطيع أن يجزم الآن ماذا على وجه التحديد قد يعني هذا التغيير للسياسة العالمية في القرن الحادي والعشرين.

بحلول عام 1989، كان الاتحاد السوفييتي (والشيوعية في عموم الأمر) يحكم على عشرات الملايين من الناس بالفقر، وكان من الواضح أنه فشل في التنافس مع النموذج الاقتصادي الغربي. على مدار أربعين عاما، حصدت الحرب الباردة أرواح ملايين البشر في مسارح الأحداث المختلفة حول العالم (حيث كان الصراع أشد سخونة مما يوحي مسمى الحرب الباردة)، وخلقت ذريعة للقمع وهيمنة النخب في عشرات البلدان في مختلف أنحاء أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.

ولكن على الرغم من كل تأثيراتها الإيجابية، قَلَبَت فترة ما بعد الحرب الباردة الميثاق الديمقراطي الاجتماعي الغربي رأسا على عقب: نظام شبكات الأمان، والضوابط التنظيمية، والخدمات العامة الشاملة، وسياسات إعادة التوزيع من خلال الضرائب، ومؤسسات سوق العمل التي ظلت لفترة طويلة تحمي العمال والأقل حظا. وفقا للعالم السياسي رالف دارندورف (كما نقل عنه الراحل توني جوت)، أشار هذا الإجماع السياسي إلى "أعظم تقدم شهده التاريخ حتى الآن". فهو لم يكتف بالحد من الفقر ثم تضييق فجوات التفاوت في أغلب الاقتصادات المتقدمة؛ بل ساهم أيضا في جلب عشرات السنين من النمو المستدام.

https://prosyn.org/4BWLv1tar