marin23_DAVID HECKERAFP via Getty Images_german deindustrialoization DAVID HECKER/AFP via Getty Images

تراجع التصنيع الألماني لايزال يلوح في الأفق

ميونيخ- قبل أشهر قليلة، كانت ألمانيا تستعد لشتاء قاسٍ. وبعد أن قطعت روسيا إمدادات الغاز الطبيعي عن أوروبا وارتفعت الأسعار لتتجاوز ضعف ما كانت عليه، حذر المسئولون الألمان من حدوث حالات انقطاع الكهرباء بصورة مفاجئة وحالات انقطاع التيار الكهربائي المتداول. وذكرت التقارير أن بعض المدن خططت لتحويل المنشآت الرياضية إلى "قاعات دافئة" تأوي الفقراء وكبار السن، وتكهنت وسائل الإعلام بشأن تقنين الطاقة. ولكن تلك التنبؤات لم تتحقق. وأمام تحد كبير تواجهه ألمانيا، أثبتت هذه الأخيرة أنها أكثر مرونة مما كان يعتقده الكثيرون.

ومع ذلك، لا تزال ألمانيا تعيش حالة من الهلع. فبدلاً من أن يقلق الألمان بشأن مدافئ الغاز، أصبح شبح تراجع الصناعة يطاردهم. إذ لا يمر يوم واحد دون أن تتنبأ بعض وسائل الإعلام، أو معاهد الأبحاث بأن إغلاق المصانعوصعود الصين سيؤديان إلى انهيار البلاد. وفي الآونة الاخيرة، حذر بنك الائتمان لإعادة الإعمار Kreditanstalt für) Wiederaufbau (المملوك للدولة من أن ألمانيا تواجه "حقبة تراجع الازدهار". وحذرت ياسمين فهيمي، رئيسة الاتحاد الألماني لنقابات العمال (DGB)، من أن أزمة الطاقة ستؤدي إلى تراجع التصنيع وتسريح أعداد كبيرة من العمال.

وفي الوقت نفسه، وصف مركز البحوث الاقتصادية الأوروبية (ZEW) في "مانهايم" ألمانيا بأنها "الخاسر الأكبر" للاقتصاد العالمي اليوم، مما جعلها تحتل المرتبة 18 من بين 21 دولة صناعية في تصنيفها من حيث التنافسية. وحذر خبراء آخرون من أن ارتفاع تكاليف الطاقة سيجبر المصنعين على نقل أنشطتهم إلى أوروبا الشرقية والولايات المتحدة، استجابة للحمائية الأمريكية.

https://prosyn.org/y46N4zFar