pistor22_Joe RaedleGetty Images_chevron Joe Raedle/Getty Images

وهم الرأسمالية الخضراء

نيويورك ـ لقد تسبب اندلاع موجات الحر والفيضانات والجفاف ونشوب حرائق الغابات في تدمير المجتمعات في جميع أنحاء العالم، ويُتوقع أن تزداد حدتها مع مرور الوقت. وفي حين لا يزال من ينكرون التغير المناخي مُصرين على موقفهم، فإن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة أصبحت الآن واضحة حتى خارج دوائر النشطاء. فالحكومات والمنظمات الدولية، وحتى قطاعات الأعمال التجارية والشؤون المالية، تستسلم للأمر الواقع - أو هكذا يبدو الأمر.

في الواقع، لقد أهدر العالم عقودًا من الزمان في التلاعب بمخططات تجارة الكربون ووضع العلامات المالية "الخضراء"، حيث تُعتبر المزاعم الحالية مجرد ابتكار لاستراتيجيات خيالية ("تعويضات الكربون") في تحدٍ لحقيقة بسيطة مفادها أن البشرية تُواجه نفس الأزمة. قد تخدم "التعويضات" أصحاب الأصول الفرديين، لكنها لن تُساعد في تجنب الكارثة المناخية التي تنتظرنا جميعًا.

يبدو أن تبني القطاع الخاص "للرأسمالية الخضراء" هو وسيلة تحايل أخرى لتجنب الحسابات الحقيقية. إذا كان كبار رجال الأعمال والمستثمرين جادين، فقد يُدركون الحاجة إلى تغيير المسار بشكل جذري لضمان بقاء هذا الكوكب ملائمًا للبشرية جمعاء الآن وفي المستقبل. لا يتعلق الأمر باستبدال الأصول البنية بالأصول الخضراء، بل يتعلق بتقاسم الخسائر التي فرضتها الرأسمالية البنية على الملايين وضمان مستقبل أفضل حتى للفئات الأكثر ضعفاً.

https://prosyn.org/FiHEkPKar