leonard62_bluefern_getty images_us eu flags Bluefern/Getty Images

إعادة بناء تحالف عبر أطلسي أفضل

برلين- قوبل فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بموجة من الارتياح في جميع أنحاء أوروبا، حيث كان العديد يخشى من أن تهدد ولاية ثانية لدونالد ترامب استمرار الاتحاد الأوروبي. ويقدم بايدن، على الأقل، إمكانية استعادة علاقة تقليدية عبر أطلسية. ويفترض الكثيرون أن الولايات المتحدة ستعود لقيادة النظام الدولي الليبرالي، حيث يضطلع الأوروبيون بدور داعم من خلال الدبلوماسية والقوة الناعمة. لقد عاد باتمان وروبن.

ولكن هذه الرؤية سراب. إذ قبل ترامب ومبدأ "أمريكا أولاً" بفترة طويلة، أدت سلسلة من الأزمات، بما في ذلك كارثة حرب العراق، والركود العظيم، وكوفيد-19- إلى استنفاد رغبة الولايات المتحدة في الاستمرار في العمل بصفتها شرطيا على مستوى العالم. وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، كانت القوى الأخرى، بما فيها الصين، وروسيا، وتركيا، وإيران، والمملكة العربية السعودية، وإسرائيل، والإمارات العربية المتحدة، والعديد من الدول الأخرى- تملأ الفراغ الناجم عن تحول أمريكا إلى سياسة الانغلاق. لقد اختطفت الصين وقوى أخرى الكثير من بنية الحوكمة العالمية، التي تنهار الآن تحت وطأة المنافسة بين القوى العظمى.

وعلى الرغم من هذه التطورات الجيوسياسية، فإن بعض المؤيدين للتوجه الأطلسي الأوروبي كانوا مترددين في السعي وراء اعتماد أكبر على الذات خوفًا من الإساءة إلى الولايات المتحدة، في حين تمنى آخرون سرًا فوز ترامب على أساس أنه سيخلص أوروبا (خاصة ألمانيا) من كسلها في النهاية. ويعتقد مؤيدو ترامب في أوروبا أن هذه الأخيرة قد أحرزت تقدمًا نحو تأمين سيادتها على مدار السنوات الأربع الماضية أكثر مما أحرزته خلال المدة التي تولى فيها باراك أوباما، وجورج دبليو بوش، وبيل كلينتون الرئاسة.

https://prosyn.org/PcHnKBfar