ghosh20_FABRICE COFFRINIAFP via Getty Images_georgievaimf Fabrice Coffrini/AFP via Getty Images

جائحة كورونا كفرصة لوفاء صندوق النقد الدولي بوعده

نيودلهي ــ دَفَـعت جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19 COVID-19) العالم بأسره ــ الأغنياء والفقراء ــ إلى منطقة مجهولة، مما أدى إلى تحفيز استجابات سياسية استثنائية في كل مكان تقريبا. وسوف تكون التداعيات الاقتصادية الوشيكة أشد من تلك التي خلفتها أزمة الكساد العظيم، والأزمة المالية العالمية في عام 2008، بل وربما أيضا تلك التي ترتبت على الحربين العالميين. فلم تشتمل أي من هذه الأزمات التاريخية السابقة على انهيار عالمي متزامن لكل من الطلب والعرض، في ظل قدر ضئيل من اليقين حول مدى استمرار هذا التوقف المفاجئ.

في عالَم غير متكافئ بالفعل، تسبب الانهيار الناجم عن جائحة كوفيد-19 في زيادة فجوات التفاوت اتساعا داخل البلدان وبينها. فبفعل انهيار التجارة العالمية، وانقلاب اتجاه تدفقات رأس المال بشكل حاد، وانخفاض قيمة العملة ــ وكل هذا يؤدي إلى تفاقم مشاكل خدمة الديون الخارجية ــ تشهد البلدان النامية (حتى تلك حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا ضئيل للغاية) خرابا اقتصاديا وماليا.

علاوة على ذلك، أدت الاستجابات السياسية داخل البلدان إلى تفاقم أشكال التفاوت القائمة. ففي الهند، على سبيل المثال، تسببت استجابة حكومة مودي العاجزة رغم صرامتها في إرغام الملايين من الأشخاص المستضعفين على الخروج من المدن والعودة إلى قراهم الأصلية، مما يولد كارثة إنسانية لا مبرر لها بالإضافة إلى أزمة كوفيد-19 الأساسية.

https://prosyn.org/3DHjlBVar