subacchi30_XinhuaTing Shen via Getty Images_USfederalreserve Xinhua/Ting Shen via Getty Images

حدود السياسة النقدية المتطرفة في زمن الجائحة

لندن ــ مع انهيار الناتج بسبب جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19 COVID-19)، يتساءل كثيرون إلى أي مدى يمكن استخدام السياسة النقدية لدعم الاقتصاد. من منظور بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، يبدو أن أسعار الفائدة السلبية تمثل حدا حقيقيا صالحا، ليس لأن مثل هذه السياسة يتعذر تطبيقها فنيا، بل لأنها ستكون غير مقبولة سياسيا. مع ذلك، يبدو أن بنوكا مركزية أخرى، مثل البنك المركزي الأوروبي، وبنك إنجلترا، وبنك اليابان، لا ترى أي حدود.

لقد خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة إلى المنطقة السلبية منذ فترة طويلة، وأوردت تقارير أن محافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي "ينظر بعناية فائقة" في هذا تطبيق هذ الخيار في المملكة المتحدة. على نحو مماثل، لم يستبعد محافظ بنك اليابان هاروهيكو كورودا المزيد من التيسير النقدي أو زيادة أخرى في مشتريات الأصول، وإن كان يعتبر مزيج السياسات الذي يتبناه بنك اليابان حاليا ملائما للظروف الحالية.

السؤال الآن هو ما إذا كان من المنطقي الذهاب إلى أبعد من ذلك على طريق السياسة النقدية المتطرفة. لقد أصبح الوعد الشهير الذي بذله رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراجي بالقيام "بكل ما يلزم" لدعم اليورو شعارا يرفعه جميع صناع السياسات في مواجهة الأزمة الحالية. ولكن ألن يكون توسيع السياسة المالية طريقة أفضل للوفاء بهذا التعهد؟ في إعادة لصياغة مقولة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، تتمتع البنوك المركزية بسلطة الإقراض، وليس سلطة الإنفاق ــ والإنفاق هو المطلوب.

https://prosyn.org/O8mwjcyar