dhaliwal2_MAURO PIMENTELAFP via Getty Images_workers disinfect road Mauro Pimentel/AFP via Getty Images

لنتعلم من الإغلاق

كمبريدج ــ كما هي الحال مع أمور أخرى كثيرة، تأثرت التنمية الدولية بشدة بسبب جائحة فيروس كورونا. ولكن كيف يمكننا استخدام الدروس المستخلصة من الأزمة لإعادة تشكيل هذا القطاع، بدلا من العودة إلى الوضع الراهن؟

بادئ ذي بدء، ذكرتنا هذه الأزمة بأن الطبيعة لا تزال هي الغالبة المهيمنة، وينبغي لهذا أن يحفزنا على تكثيف الجهود للتخفيف من التهديدات الجهازية الأخرى والتكيف معها، وخاصة تغير المناخ، الذي سيظل يشكل أكبر تهديد للتنمية. وفقا لمختبر الأثر المناخي، فإن الانحباس الحراري الكوكبي من الممكن أن يتسبب في نحو 1.5 مليون وفاة سنويا في الهند بحلول عام 2100، لينافس بذلك حصيلة الوفيات الناجمة عن كل الأمراض المعدية مجتمعة. بالإضافة إلى توظيف معارفنا العلمية الحالية لحل المشاكل القائمة ــ من تحسين المراجعة البيئية إلى نشر أصناف من الأرز مقاومة للفيضانات ــ نحتاج إلى دفع عجلة الابتكارات التي تعمل على التقليل من الانبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون والحد من التلوث، ومساعدة المجتمعات على التكيف مع تغير المناخ، وتوفير القدرة على الوصول إلى الطاقة النظيفة. والأمر الأكثر أهمية، يتعين علينا أن نعمل على رعاية تجربة وتقييم مبادرات جديدة، وتوسيع نطاق المبادرات التي تخلف أكبر الأثر.

تعلمنا من الجائحة أيضا أن الصحة العامة لا تتعلق بالأمراض الجسدية وحسب. فبالنسبة إلى العديد من الناس ــ وخاصة في البلدان النامية ــ لا يُـعَـد البقاء في المنزل خيارا آمنا. فمن المتوقع أن يسجل العنف المنزلي، بما في ذلك الإساءة البدنية والعاطفية، ارتفاعا حادا نتيجة للإغلاق. ومن الممكن أن تؤدي فترات العزلة الممتدة إلى تفاقم القلق الـمَـرَضي والاكتئاب، وغير ذلك من حالات الصحة النفسية المرتبطة بالعزلة. ويناضل أولئك الذين يكافحون الإدمان للحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه. وبدلا من الأمل في أن تختفي هذه المشاكل ببساطة عندما تنتهي عمليات الإغلاق (وهذا لن يحدث)، ينبغي لنا أن نعترف بأن الصحة النفسية كانت لفترة طويلة مشكلة مهملة في مناقشة السياسات.

https://prosyn.org/CceJJaoar