buruma183_Mark Schiefelbein-PoolGetty Images_china xi Mark Schiefelbein-PoolGetty Images

التاريخ بـمرسوم

نيويورك ــ في الشهر الماضي، فُـصِـلَـت معلمة الصحافة في شنعهاي سونج جينجي من وظيفتها بسبب قيامها بعملها. فقد شجعت طلابها على التحقق من الروايات الرسمية حول مذبحة نانجينج التي وقعت عام 1937، وعربدة القتل الجماعي والاغتصاب التي ارتكبها الجيش الإمبراطوري الياباني في العاصمة الصينية آنذاك. وعوقبت لي تيان تيان، وهي معلمة أخرى احتجت على فصل سونج جينجي، بإيداعها في مستشفى للأمراض النفسية.

إن التحقق من صحة الوقائع هو ما يفترض أن يفعله الصحافيون. ولكن لأن الفظائع التي ارتُـكِـبَـت أثناء الحرب الصينية اليابانية أصبحت حجر الزاوية في القومية الصينية، وبالتالي دعاية الحزب الشيوعي الصيني، فإن أي تدقيق انتقادي لما حدث على وجه التحديد يُـنـظَـر إليه على أنه انتقاد للحكومة الصينية.

ربما يحتاج هذا إلى بعض الشرح. حتى وفاة ماو تسي تونج في عام 1976، لم تهتم الحسابات الرسمية الصينية كثيرا بمذبحة نانجينج. كان التاريخ في عهد ماو قصة بطولية عن انتصار الشيوعيين على الفاشيين والبرجوازيين الطغاة. كانت نانجينج عاصمة الصين القومية في زمن الحرب الصينية اليابانية. وعلى هذا فإن المذبحة كانت قصة هزيمة قومية وليست بطولة شيوعية.

https://prosyn.org/Lc2FVxMar