roach123_BAY ISMOYOAFP via Getty Images_us dollar Bay Ismoyo/AFP via Getty Images

الجائحة وظلها الاقتصادي الطويل

نيوهافين ــ تتوقف آفاق الأسواق الاقتصادية والمالية الآن على التفاعل بين دورتين ــ دورة جائحة فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) ودورة الأعمال. على الرغم من المعجزات الحقيقية التي حققها الـعِـلم الحديث والتي نشهدها الآن، فإن اقتصاد ما بعد الجائحة يحتاج إلى ما هو أكثر من مجرد لقاح. كان الضرر الذي أحدثه الإغلاق في ربيع هذا العام غير عادي. والآن أصبحنا في مواجهة موجة ثانية من فيروس كورونا أشد ترويعا وهولا ــ لا تختلف عن مسار فاشية الإنفلونزا التي اندلعت في الفترة من 1918 إلى 1920.

في الولايات المتحدة، تتجلى التداعيات الاقتصادية السلبية في تصاعد مطالبات البطالة في أوائل ديسمبر/كانون الأول والانحدار الحاد في مبيعات التجزئة في نوفمبر/تشرين الثاني. وفي ظل عمليات الإغلاق الجزئي المنتشرة الآن في نحو ثلاثة أرباع الولايات الأميركية، يبدو من المرجح حدوث تراجع في النشاط الاقتصادي في أوائل عام 2021.

يحذرنا تاريخ دورة الأعمال في الولايات المتحدة من احتمال حدوث ركود مزدوج. فقد أظهرت ثماني من فترات الركود الإحدى عشرة الأخيرة هذا النمط. ومع ذلك، لا تزال الأسواق المالية تراهن بالكثير على التعافي السريع بعد الهبوط الحاد، على هيئة حرف V. استسلم المستثمرون لشعور زائف بالرضا عن الذات بتوقع الكثير من الارتداد الوهمي المتمثل في ارتفاع بنسبة 33% على أساس سنوي في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الثالث من العام، مع رفع الإغلاق الأولي. لكن إعادة الفتح بعد التوقف المفاجئ لا يمكن اعتبارها تعافيا اقتصاديا مستداما بذاتها. بل هي أشبه بِـسَـبَّـاح منهك يلهث طلبا للهواء بعد غطسة عميقة.

https://prosyn.org/PYJnlWjar