sierakowski80_Ulf Mauderpicture alliance via Getty Images_border crisis Ulf Mauderpicture alliance via Getty Images

الجبهة الداخلية لفشل بولندا على الحدود

وارسو-ان حزب القانون والعدالة في بولندا كان يعرف جيدا ما الذي يمكن توقعه من الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو قبل ان يبدأ بتحويل اللاجئين من الشرق الأوسط الى الحدود البولندية ولقد كانت السلطات البيلاروسية قد عملت الشيء نفسه لليتوانيا ولاتفيا وفي إشارة واضحة على ما قد يحصل، قامت بيلاروسيا في أكتوبر بإنهاء اتفاقية إعادة الدخول المبرمة بينها وبين الاتحاد الأوروبي. لقد كان لدى بولندا الوقت لتطبيق إجراءات وقائية في البلدان الأصلية للاجئين ولكنها لم تفعل والان لدينا الالاف الناس اليائسين يتجمعون في الأجواء الباردة على الحدود حيث يواجهون خيارات تتراوح بين السيء والاسوأ.

ان أحد أسباب فشل الحكومة التي يقودها حزب القانون والعدالة بالعمل مع الاتحاد الأوروبي من اجل تجنب الازمة قبل أشهر هو انها كانت منشغلة في محاربة المؤسسات الأوروبية بسبب قيامها بتسييس القضاء البولندي الى جانب قضايا أخرى. ان المفارقة بالطبع هي ان حزب القانون والعدالة اكتسب سمعة سيئة بالسابق بسبب رفض حكومته استقبال طالبي اللجوء خلال ازمة اللاجئين على مستوى الاتحاد الأوروبي سنة 2015 ولقد كان يجب ان يكون واضحا في تلك الفترة ان الوضع يمكن ان ينقلب بسهولة وهذا ما حصل الان.

ان مماطلة حزب القانون والعدالة والتي استمرت حتى بدأ اللاجئون بالتجمع على الحدود خلقت الفرصة لإقامة عرض ساخر قائم على الادعاء بالدفاع عن الأمة البولندية ضد التهديدات الأجنبية. لقد أعلن المسؤولون منذ ذلك الحين حالة الطوارىء وعقدوا المؤتمرات الصحفية بوجود المركبات المصفحة وهي خطوات كان الهدف منها توحيد المجتمع خلف الحكومة وذلك من خلال اثارة مشاعر الخوف والوطنية ولقد رفضت القيادة البولندية كذلك السماح للصحفيين بدخول المنطقة الحدودية مما ترك انطباعا ان القيادة البولندية أما لديها شيئا تخفيه أو انها مصابه بجنون الشك وبالمقابل يسمح لوكاشينكو للصحفيين بالدخول مما يساعده في الترويج لروايته المتعلقة بالأحداث.

https://prosyn.org/UITaDQUar