elerian138_claffraGetty Images_financecrisisrecession claffra/Getty Images

عودة التهديد المالي

كمبريدج ــ بعد اندلاع الأزمة المالية العالمية عام 2008، تعهدت حكومات الاقتصادات المتقدمة وبنوكها المركزية بأنها لن تسمح للنظام المصرفي بعد ذلك أبدا باحتجاز السياسة رهينة له، ناهيك عن تهديد الرفاهة الاقتصادية والاجتماعية. بعد مرور ثلاثة عشر عاما، لم تف الاقتصادات المتقدمة بهذا التعهد إلا جزئيا. والآن، يهدد جزء آخر من التمويل بإفساد ما يفترض أن يجلب ــ في حقيقة الأمر، يجب أن يجلب ــ التعافي الدائم الشامل والمستدام من صدمة جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) المروعة.

رُويَـت قصة أزمة 2008 عدة مرات. في انبهاره إزاء الكيفية التي عملت بها الإبداعات المالية، بما في ذلك تحويل الديون إلى أوراق مالية، على تقطيع وتشريح المخاطر، تراجع القطاع العام لإفساح مجال أكبر للتمويل لاجتراح المعجزات. حتى أن بعض البلدان ذهبت إلى ما هو أبعد من تبني نهج "اللمسة الخفيفة" في تنظيم البنوك والإشراف عليها، وتنافست بشدة لتتحول إلى مراكز عالمية أكبر للخدمات المصرفية، بصرف النظر عن حجم اقتصاداتها الحقيقية.

ما لم ينتبه إليه أحد في كل هذا هو أن التمويل وقع في قبضة ديناميكية خطيرة جاوزت هدفها وكانت واضحة سابقا مع إبداعات أخرى كبرى مثل المحرك البخاري والألياف الضوئية. في كل من هذه الحالات، كان الوصول السهل والرخيص إلى أنشطة كانت في السابق بعيدة المنال إلى حد كبير سببا في تغذية جولة أولى شديدة الحماس من فرط الإنتاج وفرط الاستهلاك.

https://prosyn.org/jxeU0xgar