gelfand1_PIUS UTOMI EKPEIAFP via Getty Images_social media PIUS UTOMI EKPEI/AFP via Getty Images

إلى أي مدى قد تشكل التهديدات تهديدا حقيقا؟

بالو ألتو ــ من إنذارات تغير المناخ والمخاوف بشأن "جائحة ثلاثية" إلى نشرة علماء الذرة بعنوان "ساعة نهاية العالم"، يغمرنا فيض من التحذيرات الرهيبة. تنبهنا الأخبار ووسائط التواصل الاجتماعي يوميا إلى المخاطر الكامنة في كل شيء من الساسة الأشرار الشائنين إلى الكوارث الطبيعية. كل هذه التحذيرات ــ بعضها صادق وبعضها مصطنع ــ لا تضيء شاشات هواتفنا الذكية فحسب بل وتنشط أدمغتنا أيضا لتدفعنا إلى التساؤل حول الكيفية التي قد يؤثر بها كل هذا "الحديث عن التهديدات" علينا نفسيا واجتماعيا.

لكي يتسنى لنا تجاوز هذه الهستيريا وتحسين فهمنا للتهديدات، قمنا نحن ومجموعة من زملائنا بإنشاء "قاموس التهديدات" الذي يستخدم معالجة اللغة الطبيعية لفهرسة مستويات التهديد من قنوات الاتصال الجماهيرية. في بحث منشور في المجلة العلمية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، أوضحنا كيفية استخدام هذه الأداة في تحديد أنماط التهديد التاريخية غير المرئية وفي توقع السلوك المحتمل في المستقبل. (الأداة متاحة لكل من يرغب في قياس درجة لغة التهديد الواردة في أي نص باللغة الإنجليزية).

يستند قاموس التهديدات إلى أبحاث استقصائية سابقة حول الكيفية التي تدفع بها التهديدات المزمنة المجتمعات إلى "الجمود" ثقافيا، من خلال فرض قواعد صارمة وعقوبات شديدة لمن ينتهكها. وقد وجدنا دليلا على الانقسام بين الجامد والمرن في كل الثقافات بمختلف أشكالها ــ بما في ذلك بين البلدان (لنتأمل هنا سنغافورة مقابل البرازيل)، والولايات دون الوطنية (ألاباما مقابل نيويورك)، والمنظمات (شركات المحاسبة مقابل الشركات البادئة)، والطبقات الاجتماعية (الأدنى مقابل الأعلى). مع ذلك، كنا في السابق نفتقر إلى مقياس لغوي يمكن التعويل عليه لتتبع الحديث المرتبط بالتهديدات على مر الزمن، وتقييم علاقته بالاتجاهات الثقافية والسياسية والاقتصادية.

https://prosyn.org/PxpaG54ar