hill99_DELIL SOULEIMANAFPGetty Images_us troops syria Delil Souleiman/AFP/Getty Images

أميركا أولا: نهج يضع سوريا آخرا

دنفر ــ لا يوجد في الشرق الأوسط أي صراع يتسم بمثل هذا القدر من التعقيد الذي يتفرد به الصراع المحتدم في سوريا. تشمل المعركة التي تدور رحاها هناك حكومة معاكسة تماما للقيم الغربية، وتمردا سُنّيا متطرفا استولى عند مرحلة ما على الأراضي الحدودية الواقعة بين سوريا والعراق وشق طريقه مقاتلا حتى بوابات بغداد. الواقع أن الرهان على هذه الحرب مرتفع إلى الحد الذي جعل مجموعة متنوعة من القوى الأجنبية ــ بما في ذلك روسيا وتركيا وإيران وحزب الله ــ تنجذب إليها جميعها.

بيد أن الحروب التي تُخاض في سوريا عديدة في حقيقة الأمر. أحد الصراعات الدائرة هناك ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، معروف جيدا لدى الجمهور الأميركي. أما الحرب الأكثر تعذرا على الأفهام فهي تلك التي تستهدف خلافة بيت الأسد، الذي حَكَم البلاد كأسرة علمانية لما يقرب من الخمسين عاما. ويشمل صراع ثالث أكراد شمال سوريا، الذين انضموا إلى الولايات المتحدة في محاربة تنظيم داعش لكن جهودهم أثارت المخاوف بين القادة الأتراك من أن تُفضي تطلعات السكان الأكراد في سوريا إلى تشجيع الأكراد في تركيا.

والآن، أضف إلى هذا الصراع المتعدد الجوانب رئيسا أميركيا لا يشعر بالارتياح إزاء الفوارق الدقيقة والتفاصيل. الواقع أن دونالد ترمب لا يملك عقلية أممية ولا يفهم الرسالة التي تنقلها القوة الأميركية. ولكن في حين كان من الممكن أن يُغفَر لترمب زعمه بأن مصلحة أميركا الوحيدة في سوريا كانت إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، فإن قراره الأخير بسحب كل القوات الأميركية ــ الذي برره بإعلان نصر غير حقيقي ــ لا يمكن تبريره.

https://prosyn.org/0DFVLFrar