solana113_JIM WATSONAFP via Getty Images_trump iran Jim Watson/AFP via Getty Images

هاوية ترمب الإيرانية

مدريد ــ بدأ العام الجديد بقرار آخر أخرق في عالَم السياسة الخارجية اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترمب. كان اغتيال الجنرال قاسم سليماني، الذي تولى قيادة عمليات الحرس الثوري الإيراني الخارجية، تحركا متهورا، واستفزازيا، وقصير النظر. لا شك أن تأثير سليماني على الشرق الأوسط كان خبيثا للغاية. لكنه كان أيضا قائدا لفرع مسلح من الدولة الإيرانية وكان يتمتع بشعبية شخصية واضحة في بلده، مهما تظاهر ترمب بخلاف ذلك.

مرة أخرى، تتصرف الولايات المتحدة بتجاوز مفرط وتضع سابقة خطيرة يستطيع خصومها استخدامها كذريعة لتنفيذ عمليات مماثلة. فبعد الهجوم على سليماني وقتله، ذهب ترمب إلى حد تهديد إيران مرارا وتكرارا بتدمير بعض المواقع الثقافية الثمينة في البلاد، وهو التصرف الذي كان ليشكل جريمة حرب. ورغم أن ترمب أعاد النظر في هذا الأمر كما يبدو، فإن اندفاعه المتهور يسلط الضوء على الافتقار إلى التخطيط المناسب. كان اغتيال سليماني تحركا لا يخلو من إثارة إعلامية، وربما كان المقصود منه في الأساس الاستهلاك المحلي. ومع ذلك، هل يكون فعّالا في الأمد البعيد؟

من الواضح أن الإجابة تتوقف على أهداف ترمب في ما يتصل بإيران. فقد زعمت إدارته أن تدخل الرئيس المتطرف العنيف سيكون له تأثير رادع على النظام الإيراني، الذي كان سليماني يمثل له أصلا لا غنى عنه على الإطلاق.

https://prosyn.org/ugOQwCPar