sachs329_Ira L. BlackCorbis via Getty Images_trump protest racism Ira L. Black/Corbis via Getty Images

معركة ترمب الأخيرة في الدفاع عن أميركا الفصل العنصري

نيويورك ــ لا يرجع السبب وراء ضراوة الانتخابات الرئاسية لعام 2020 في الولايات المتحدة إلى دونالد ترمب في حد ذاته، بل يتعلق بما يمثله ترمب: البنية العنصرية للسلطة التي استمرت في أميركا لقرون من الزمن، وإن كانت تبدو في بعض الأحيان في هيئة متحورة. الواقع أن التاريخ الطويل من العنصرية التي ترعاها الدولة في أميركا سيبلغ منتهاه في الجيل القادم، ولهذا السبب كان ترمب رجعيا إلى حد لافت للنظر في محاولاته الرامية إلى إطالة أمدها. ومع ذلك فإن الضرر الذي قد يتسبب النمط الذي يحتضنه ترمب من القومية البيضاء في إلحاقه بالولايات المتحدة والعالم إذا فاز بولاية ثانية يجعل هذه الانتخابات تبدو الأكثر أهمية في التاريخ الأميركي الحديث ببساطة.

كانت العنصرية ضاربة بجذورها في الولايات المتحدة منذ تأسيس المستعمرات الأميركية، التي بنيت اقتصاداتها على استعباد الأفارقة وذبح وسلب أراضي الأميركيين الأصليين. وأصبحت العنصرية غائرة بعمق في المجتمع الأميركي حتى أن إنهاءها استلزم إشعال حرب أهلية، على عكس معظم البلدان الأخرى، حيث انتهت تجارة الرقيق الأفارقة وامتلاك العبيد سلميا.

عندما وضعت الحرب الأهلية أوزارها، أفسحت فترة وجيزة من تحرر الأميركيين الأفارقة خلال عصر إعادة البناء (1865-1876) المجال لنشوء نظام متجدد من القمع العنصري الذي كان شاملا ومنهجيا إلى الحد الذي تحول معه في حقيقة الأمر إلى نظام فصل عنصري أميركي. كانت عنصرية جيم كرو القانونية في الولايات الأميركية الجنوبية معروفة جيدا، لكن القمع والفصل العنصري في الشمال والغرب، بما في ذلك الإسكان المنفصل، والتمييز الصارخ في الوظائف، والتعليم المدرسي الرديء أو غياب التعليم تماما، وفشل العدالة المنهجي، كان شيئا بغيضا ذميما بذات القدر.

https://prosyn.org/YjxfIinar