drew50_SAUL LOEBAFP via Getty Images_trump Saul Loeb/AFP via Getty Images

خيبة ترمب في إيران

واشنطن، العاصمة ــ كشفت المساجلات المتوترة الخطيرة الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران الكثير عن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لسياسته الخارجية. والاستنتاج الرئيسي هو أنه ليس لديه أي سياسة خارجية. فالقرارات الخطيرة تتخذ استنادا إلى الحدس فضلا عن دوافع ونزوات كثيرا ما تكون متضاربة ــ على سبيل المثال، السعي إلى التوصل إلى الاتفاق والتهديد باستخدام القوة في ذات الوقت. وإذا كان في الأمر أي رؤية أو فلسفة شاملة، فهي أنه يريد تجنب حرب طويلة ومكلفة أخرى. ومع ذلك، كادت أخطاؤه الغبية تدفعه إلى الانزلاق إلى الحرب على أية حال.

أثناء حملته الانتخابية للرئاسة، وَعَد ترمب بإعادة القوات الأميركية إلى الوطن. وفي بعض الأحيان، رفض ترمب الاستجابة للاستفزازات، وخاصة من قِبَل المجموعات التي تدعمها إيران في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وعلى هذا فقد تصور الإيرانيون ــ وكل الأطراف الأخرى تقريبا ــ أنه سيستمر في إدارة الخد الآخر. في النهاية، بدأ بعض اليمينيين في حزبه الجمهوري، والأهم من ذلك، بعض المعلقين في فوكس نيوز، يصفونه بالضعف. وهو وصف خطير لترمب: توضح رئاسته لماذا لا ينبغي انتخاب شخص مزعزع الوجدان لمثل هذا المنصب.

تتلخص سِمة أخرى تميز سلوك ترمب في التعامل مع السياسة الخارجية في أنه يحيط نفسه حاليا بزمرة من الأشخاص من ذوي القدرات المتواضعة. فلن نجد بينهم صاحب عقلية متعمقة أو شخصية مستقلة، أو مفكرا استراتيجيا خَلّاقا. في غضون ثلاث سنوات عين ترمب أربعة مستشارين للأمن الوطني، ووزيري دفاع، ووزيري خارجية؛ ولا يزال عدد كبير من الوظائف الرئيسية الأخرى في السياسة الخارجية شاغرة حتى الآن، والدرس الموجه إلى الآخرين واضح: الطريقة الوحيدة للاستمرار في الوظيفة مع ترمب هي عدم معارضته. ويصبح هذا النوع من الإذعان الأعمى أشد خطورة عندما يكون الرئيس محدود الأفق والمعرفة ويفتقر إلى الفضول.

https://prosyn.org/s65niPaar