drew60_NICHOLAS KAMMAFP via Getty Images_barrett confirmation Nicholas Kamm/AFP via Getty Images

ترمب يحشد المحكمة على هواه

واشنطن العاصمة ــ بعد أن تنتهي الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، رغم ما قد يستغرقه الإعلان عن نتيجتها النهائية من وقت أطول، ستكون الترتيبات الحزبية في نظام الحكم الأميركي الفدرالي بأكمله تقريبا عرضة للتغيير. ويبدو مؤكدا أن مجلس النواب وحده هو الذي سيبقى تحت سيطرة ذات الفصيل المسيطر عليه حاليا (الديمقراطيين). أما مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون، فقد يظفر به الديمقراطيون. وها هي ذي المحكمة العليا ذات النزعة المحافظة تنجرف إلى أقصى اليمين، بعد ما أقر مجلس الشيوخ تعيين إيمي كوني باريت، مرشحة الرئيس دونالد ترمب، في المقعد الذي كانت تشغله سابقا القاضية الليبرالية الراحلة روث بادر جينسبيرج.

من غرائب النظام الأميركي أنه حتى في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات، وتغلبه على العراقيل الملقاة في طريقه بسبب قرارات المحكمة واستراتيجية قمع وإعاقة الناخبين، ستظل الرئاسة في أيدي رجل مشكوك في اتزانه البدني والعقلي لمدة تزيد عن شهرين. وتعد الإجراءات الدستورية الحالية للتعامل مع عدم أهلية رئيس الدولة عقليا أو بدنيا غير عملية. وما يقال في العلن عن هذا الوضع الخطير قليل، إذ تخشى الصحف الجبانة الحديث عن العم المجنون الموجود بالبيت الأبيض، حتى مع تزايد انحراف سلوك ترمب في الآونة الأخيرة عن المعتاد، ولعل ذلك بسبب تأثره بالإصابة بفيروس كوفيد-19 وتناوله عقاقير قوية التأثير.

وربما خلط ترمب بين السباق الرئاسي الحالي وانتخابات 2016، إذ عاود مهاجمة هيلاري كلينتون وانقلب على أكثر أعضاء إدارته خضوعا له لعدم توجيه اتهامات لها وللرئيس السابق باراك أوباما لأية أسباب أو مبررات. فهو يلقى جزافا اتهامات غامضة بممارسة اليسار للإرهاب، وبوجود احتيال في الاقتراع عبر البريد، رغم توصل صحيفة واشنطن بوست إلى نتيجة مفادها أن اتهامات ترمب بتزوير بطاقات الاقتراع ما هي إلا تدليس.

https://prosyn.org/hFrZ8ncar