ahuq3_PATRICK T. FALLONAFP via Getty Images_voting PATRICK T. FALLON/AFP via Getty Images

الديمقراطيون ومكاسبهم الديمقراطية

شيكاغو ــ كانت انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة والتي جرت الشهر الماضي مفاجئة على أكثر من نحو. لـم يسفر أداء الديمقراطيين الذي كان قويا بدرجة غير متوقعة عن تحول التضاريس السياسية خلال العامين المقبلين فحسب، بل وكشف أيضا عن حقيقة مفادها أن عددا كبيرا من الناخبين عبر الخطوط الحزبية، وكثير منهم من الشباب، قلقون بشدة بشأن مصير الديمقراطية الأميركية. ولكن لم يعرض أحد على هؤلاء الناخبين أجندة جديرة بالثقة لتحسين وتعزيز قوة حكم الذات.

كان الدعم الشعبي لجهود الدفاع عن الأعراف الديمقراطية واضحا بالفعل في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات. في استطلاع أجرته مؤسسة بيو للأبحاث قبل أسبوع من التصويت، اعتبر 70% من المستجيبين "مستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة" شاغلا "بالغ الأهمية" مقارنة بنحو 79% اعتبروا الاقتصاد مصدر قلق كبير. على نحو مماثل، وجد استطلاع الخروج عند مراكز الاقتراع والذي أجرته شبكة NBC أن 68% من الناخبين وصفوا الديمقراطية الأميركية بأنها "مهددة" على العكس من "آمنة".

حتى أن بعض الجمهوريين أعطوا الأولوية للديمقراطية قبل السلطة السياسية. أظهر بحث حديث أجراه مختبر أبحاث الاستقطاب ــ وهو مشروع مشترك بين كلية دارتموث وجامعة بنسلفانيا وجامعة ستانفورد ــ أن تجاهل المعايير الديمقراطية داخل الحزب الجمهوري يقتصر على فصيل "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" بقيادة دونالد ترمب. ليس من المستغرب إذن أن يفشل إعلان حملة إعادة انتخاب ترمب في إثارة حماس الجمهوريين. وحتى فوكس نيوز غطت جزءا فقط من الحملة، في حين كانت صحيفة نيويورك بوست المحافِـظة فاترة الهمة عندما وضعت على غلافها العنوان التالي: "رجل فلوريدا يلقي بتصريح"، ثم دفنت القصة في الصفحة 26.

https://prosyn.org/FrVag17ar