arezki13_ plus49Construction PhotographyAvalonGetty Images_china global supply chains plus49/Construction Photography/Avalon/Getty Images

الاقتصاد في عصر الأمن القومي الجديد

أبيدجان ــ لقد دخل الاقتصاد العالمي عصرا جديدا يغلب عليه حِـس الأمن القومي. سلطت جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) الضوء على الضعف الذي أحدثه الاعتماد المفرط على سلاسل التوريد العالمية وفشل التنسيق في التصدي للمخاطر الصحية العالمية. لكن الحدث الذي أنذر حقا بقدوم هذه الحقبة الجديدة كان غزو روسيا غير المبرر لأوكرانيا وتخريب الاقتصاد العالمي.

إلى جانب الخسائر البشرية والاقتصادية المترتبة عليها، زادت الحرب في أوكرانيا بشكل حاد الانقسامات بين الكتل الجيوسياسية الغربية والشرقية المتمركزة حول الولايات المتحدة والصين على التوالي. استخدمت روسيا صادراتها من الطاقة والمواد الغذائية كسلاح لتقسيم الأوروبيين وسعت إلى تأجيج المشاعر المعادية للغرب في البلدان النامية. وقد اتخذت الصين جانب روسيا وكانت حريصة على تأكيد دعمها لمخاوف الكرملين الأمنية. وتشكل التوترات حول تايوان، الدولة الرائدة في تصنيع أشباه الموصلات على مستوى العالم، نقطة ملتهبة رئيسية أخرى في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

ينبغي لنا أن ننظر إلى هذه التطورات على أنها توابع للاستقطاب المتزايد الذي طرأ على الاقتصاد العالمي، والذي تعزز بفعل انعدام التناسق بين النظامين السياسيين اللذين تنتهجهما القوتين العظميين. ليس من قبيل المصادفة أن تنشط مؤخرا العديد من الصراعات المجمدة، وأن تنتهج العديد من القوى المتوسطة الحجم والإقليمية سلوكا أكثر حزما.

https://prosyn.org/YMEWFglar