rodrik199_Mario TamaGetty Images_grocerystoreworker Mario Tama/Getty Images

التعامل مع الإنتاجية على النحو الواجب

كمبريدج ــ مؤخرا، كتبت عن احتمال نشوء نموذج جديد للسياسات الاقتصادية، من يسار ويمين الطيف السياسي، قادر على الحلول محل النيوليبرالية. يوكل الإطار الجديد إلى الحكومات والمنظمات الاقتصادية قدرا أعظم من المسؤولية عن تشكيل الاستثمار والإنتاج ــ في دعم الوظائف الجيدة، والتحول المناخي، والمجتمعات الأكثر أمانا وقدرة على الصمود ــ وهذا النموذج أكثر تشككا في الأسواق والشركات الضخمة مقارنة بالنموذج الزائل. أسميته نموذج "الإنتاجية"، وإن كان آخرون من الممكن أن يفكروا في تسميات أكثر جاذبية.

طوال التاريخ، تأرجح اتجاه الإيديولوجية الاقتصادية من تأليه الأسواق إلى الاعتماد على الدولة ثم العودة مرة أخرى إلى تأليه الأسواق. ظاهريا، يبدو أننا في خضم عملية إعادة تنظيم دورية أخرى. ربما كان من المحتم أن تُـفضي تجاوزات النيوليبرالية ــ اتساع فجوات التفاوت، وتركز قوة الشركات، وإهمال المخاطر التي تهدد البيئة المادية والاجتماعية ــ إلى ردود فِـعل عنيفة.

لكن إنشاء نماذج جديدة يتطلب تطوير أساليب تناول جديدة، وليس الاكتفاء بمحاكاة القديمة. عندما حلت الصفقة الجديدة ودولة الرفاهة محل الرأسمالية المتحررة المنطلقة التي سبقتهما، لم يرتد صناع السياسات ببساطة إلى الممارسات التجارية السابقة، بل عملوا على تأسيس سلطات تنظيمية جديدة ومؤسسات الضمان الاجتماعي، واحتضنوا إدارة الاقتصاد الكلي الصريحة التي استندت إلى مبادئ جون ماينارد كينز (الكينزية).

https://prosyn.org/meq3Xdvar