okonjoiweala22_FABRICE COFFRINIPOOLAFP via Getty Images_wto Fabrice Coffrini/Pool/AFP via Getty Images

عودة منظمة التجارة العالمية

جنيف ــ مع بزوغ فجر بديع فوق بحيرة جنيف في السابع عشر من يونيو/حزيران، حدث شيء غير عادي في المقر الرئيسي لمنظمة التجارة العالمية. فبعد ما يقرب من ستة أيام من المفاوضات في إطار المؤتمر الوزاري الثاني عشر لمنظمة التجارة العالمية ــ والتي بلغت ذروتها بمحادثات ماراثونية دامت 48 ساعة بلا توقف ــ تبنى الوزراء وكبار المسؤولين الذين يمثلون البلدان الأعضاء (164 دولة) حزمة اتفاقيات تاريخية. سوف تساعد هذه الاتفاقيات المتعددة الأطراف ــ بحجم ونطاق لم يسبق لمنظمة التجارة العالمية تحقيقهما منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي ــ الناس والشركات وكوكب الأرض.

على سبيل المثال، توصل الوزراء إلى حل وسط بشأن اقتراح خضع للمناقشة لفترة طويلة للتنازل عن حماية الملكية الفكرية في ما يتصل بتدابير مكافحة جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19). لا تزال الإمدادات الحالية من لقاحات كوفيد-19 تعتمد بشدة على أربعة أعضاء في منظمة التجارة العالمية يمثلون معا أكثر من 90% من الجرعات المصدرة. وكما أظهرت الجائحة فإن العديد من المناطق التي تعتمد على الاستيراد معرضة لقيود التصدير التي تفرضها دول أخرى في مواجهة أزمات محلية.

تعتقد الحكومات في قلب هذه المفاوضات أن النتيجة ــ التي انتقدها نشطاء الصحة العامة لأنها لن تفعل إلا أقل القليل وانتقدتها شركات الأدوية بحجة أنها تتجاوز الغرض منها ــ ستساهم في الجهود المبذولة حاليا لمنع تركز قدرة تصنيع اللقاحات والعمل على تنويعها. وهذا أمر مهم لتعزيز قدرة الإمدادات العالمية من اللقاحات على الصمود في المستقبل. تعهد الوزراء أيضا بالإبقاء على التجارة بين الحدود في الإمدادات والمكونات الطبية منفتحة وشفافة، وهذا من شأنه أن يساعد الأعضاء على الوصول بشكل أفضل إلى المنتجات اللازمة لمكافحة هذه الجائحة ــ والاستعداد بشكل أفضل للجائحة التالية.

https://prosyn.org/H6Vsa5Kar