لندن ــ دأبت الصين، منذ انضمامها لمنظمة التجارة العالمية في عام 2001، على الكشف عن مفهوم استراتيجي كبير جديد كل أربعة أعوام أو نحو ذلك. واتسم كل مفهوم منها بترسخه العميق في النظام السياسي الصيني، وترويجه عبر شعارات طموحة منها ("عالم متناغم" و"أنماط جديدة لعلاقات القوى الكبرى"). ولطالما فجرت كل تلك المفاهيم مزيجا من الحماس والالتباس، سواء خارج الصين أو داخلها.
لا يختلف أحدث المفاهيم الكبرى الذي تطرحه الصين الآن، والمتمثل في مبادرة التنمية العالمية، عن سابقيه. فعندما طرح الرئيس الصيني شي جين بينج هذه المبادرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2021، لم تلق اهتماما يُذكَر في الأوساط الغربية، ربما لأن الصين كانت قد أشارت بالفعل إلى اعتزامها تشكيل التنمية الدولية في مرحلة ما بعد جائحة مرض فيروس كورونا 2019.
غير أن مبادرة التنمية العالمية أكثر من مجرد مسمى جديد براق لمشروع قيد التنفيذ، لأن من إحدى وظائفها السياسية الجوهرية تشتيت بعض الانتقادات العنيفة الموجهة لشقيقتها الكبرى، مبادرة الحزام والطريق العملاقة، التي تلطخت سمعتها لافتقارها إلى الشفافية وعدم "مراعاتها للبيئة" بالصورة الكافية.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
لندن ــ دأبت الصين، منذ انضمامها لمنظمة التجارة العالمية في عام 2001، على الكشف عن مفهوم استراتيجي كبير جديد كل أربعة أعوام أو نحو ذلك. واتسم كل مفهوم منها بترسخه العميق في النظام السياسي الصيني، وترويجه عبر شعارات طموحة منها ("عالم متناغم" و"أنماط جديدة لعلاقات القوى الكبرى"). ولطالما فجرت كل تلك المفاهيم مزيجا من الحماس والالتباس، سواء خارج الصين أو داخلها.
لا يختلف أحدث المفاهيم الكبرى الذي تطرحه الصين الآن، والمتمثل في مبادرة التنمية العالمية، عن سابقيه. فعندما طرح الرئيس الصيني شي جين بينج هذه المبادرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2021، لم تلق اهتماما يُذكَر في الأوساط الغربية، ربما لأن الصين كانت قد أشارت بالفعل إلى اعتزامها تشكيل التنمية الدولية في مرحلة ما بعد جائحة مرض فيروس كورونا 2019.
غير أن مبادرة التنمية العالمية أكثر من مجرد مسمى جديد براق لمشروع قيد التنفيذ، لأن من إحدى وظائفها السياسية الجوهرية تشتيت بعض الانتقادات العنيفة الموجهة لشقيقتها الكبرى، مبادرة الحزام والطريق العملاقة، التي تلطخت سمعتها لافتقارها إلى الشفافية وعدم "مراعاتها للبيئة" بالصورة الكافية.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in