lee51_Getty Images_southkoreacovid Getty Images

نموذج كوريا الجنوبية للتنمية المتمركزة حول الصحة

سيول- كشفت جائحة كوفيد-19 عن حالات عدم المساواة والضعف في النظم الصحية داخل البلدان وفيما بينها. ففي بداية الوباء، استجابت معظم البلدان للأزمة بصورة سيئة، وتكبدت خسائر بشرية واقتصادية فادحة. ولكن أداء بعض الدول في شرق آسيا- بما في ذلك كوريا الجنوبية- كان جيدًا نسبيًا. والواقع أن الجهود التي بذلتها كوريا الجنوبية على مدى عقود لبناء نظام رعاية صحية شامل مرن تمثل نموذجًا تَحتذي به الدول النامية اليوم.

فبادئ ذي بدء، يجب على صانعي السياسات في الاقتصادات منخفضة الدخل اعتبار الصحة حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، وعاملا مهما للغاية في التنمية الشخصية، والنمو الاقتصادي المستدام للبلد. ومن المرجح أن يكون الأداء الأكاديمي أفضل لدى الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة، وأن يصبحوا أحسن صحة وإنتاجية عند بلوغهم سن الرشد. كذلك، يعد إنشاء نظام صحي قوي ويمكن الوصول إليه على نطاق واسع، أمراً ضروريا لتعزيز الأمن الصحي في مواجهة الصدمات غير المتوقعة مثل كوفيد-19.

ويُلزم هدف التنمية المستدامة الثالث الذي حددته أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة جميع البلدان بالعمل على تحقيق التغطية الصحية الشاملة، بما في ذلك الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية الجيدة، والأدوية، واللقاحات الآمنة والفعالة والميسورة التكلفة، بحلول عام 2030. ولكن العالم بعيد كل البعد عن تحقيق هذه الأهداف. فأكثر من نصف سكان العالم لا يتمتعون بالوصول الكامل إلى الخدمات الصحية الأساسية، وتكافح العديد من البلدان لتوفير ما يكفي من لقاحات كوفيد-19 لمواطنيها.

https://prosyn.org/xiGIeE3ar