blair27_AFP via Getty Images_afghanistantaliban AFP via Getty Images

التصدي للتهديد الإسلامي

لندن ــ تُـعَـد طالبان جزءا من حركة الإسلام الراديكالي العالمية. تضم الحركة العديد من المجموعات المختلفة، لكنها تشترك في ذات الإيديولوجية الأساسية. بعبارة بسيطة، بموجب هذه الإيديولوجية، لا وجود سوى لعقيدة إيمانية حقيقية واحدة ورؤية واحدة صحيحة لهذه العقيدة، ويجب أن يكون كل شيء ــ المجتمع والسياسة والثقافة ــ محكوما بهذا الرأي فقط. لا يكتفي الإسلام الراديكالي بالإيمان بالنزعة الإسلاموية ــ تحويل الدين الإسلامي إلى عقيدة سياسية ــ بل يبرر أيضا الصراع، بالوسائل المسلحة إذا لزم الأمر، لتحقيق هذه الغاية. يتفق إسلاميون آخرون مع الغايات لكنهم ينبذون العنف.

تتعارض هذه الإيديولوجية حتما مع المجتمعات المفتوحة الحديثة والمتسامحة ثقافيا. الواقع أن كل ما يحيط بهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 الإرهابية والعواقب التي ترتبت عليها، وخاصة الآن، غارق في الجدال والخلاف. لكن ما لا يقبل أي جدال جاد هو أن قوة الإسلام الراديكالي لم تنحسر منذ الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، على الرغم من عدم وقوع أي هجوم إرهابي آخر بهذا الحجم، لحسن الحظ. الأمر المتنازع عليه حقا هو لماذا.

هل الإسلام الراديكالي إيديولوجية متماسكة تمثل تهديدا من الدرجة الأولى لأمننا؟ أو أننا نواجه، على الرغم من بعض الموضوعات المشتركة، سلسلة من التحديات الأمنية المنفصلة، التي يستلزم الأمر التعامل مع كل منها وفقا لشروطه الخاصة، استنادا إلى الظروف المحلية؟ هل الإسلاموية في حد ذاتها مشكلة، أو تتمثل المشكلة في تجلياتها في التطرف العنيف؟ هل تشبه الشيوعية الثورية وبالتالي يمكن مواجهتها من خلال مجموعة من التدابير الأمنية والإيديولوجية في الأمد البعيد؟ أو أن المبالغة والمغالاة في تقدير الإسلاموية ترفع جاذبيتها ولا تقللها، كما يزعم بعض المراقبين حول التدخلات الغربية في أفغانستان والعراق؟

https://prosyn.org/dVlYO5nar