torero3_Philipp Schulzepicture alliance via Getty Images_robotics farming Philipp Schulze/picture alliance via Getty Images

رقمنة الثورة الخضراء الثانية

روما- إنالزراعة هي واحدة من أقدم المهام في العالم وأوسعها تأثيرًا. إن تلبية الطلب المتزايد على الغذاء لسكان العالم - من المتوقع أن يصل تعدادهم إلى عشرة مليارات بحلول عام 2050 – في خضم تسارع تغير المناخ يُعتبر عملاً صعبًا للغاية وغير مسبوق وهو يتطلب براعة بشرية وحكم رشيد وتكنولوجيا.

لقد كانت آخر مرة شهد فيها قطاع الزراعة مثل هذا التحول الكبير عندما انطلقت الثورة الخضراء في ستينيات القرن الماضي وذلك بفضل التقنيات الجديدة مثل بذور القمح والأرز عالية الغلة والأسمدة الكيماوية وتقنيات الري. أما في العقود الثلاثة التي تلت ذلك فلقد تضاعف إنتاج الحبوب في آسيا المعرضة للمجاعة وأصبح القمح والأرز أرخص على الرغم من زيادة السكان بنسبة 60٪ خلال تلك الفترة.

لسوء الحظ، جلبت الثورة الخضراء معها مجموعة من التكاليف البيئية. إن اللوائح التنظيمية المتساهلة والدعومات السخية جعلت الأسمدة ومبيدات الآفات رخيصة حيث استخدمها المزارعون الذين كانوا يفتقرون للتدريب بشكل مفرط مما أدى الى اتلاف التربة وتلوث الممرات المائية، ومع ظهور محاصيل جديدة، تم خسارة أصناف النباتات التقليدية المتنوعة، مما ساهم في فقدان التنوع البيولوجي.

https://prosyn.org/WLiz7TXar