dervis114_VCG via Getty Images_solar VCG via Getty Images

المفتاح إلى نجاح الجهود المناخية العالمية

واشنطن، العاصمة ــ بفضل التطورات الأخيرة في مجال التكنولوجيات الخضراء أصبح الوصول إلى صافي انبعاثات غازات الانحباس الحراري الكوكبي صِـفر بحلول عام 2050 ليس في حكم الممكن من الناحية الفنية وحسب، بل وأيضا مجديا بالحسابات الاقتصادية. الواقع أن تلبية هذا الهدف ــ الذي بدأ يرسخ التوقعات الآن بعد أن تبناه عدد متزايد من البلدان ــ أمر ضروري للإبقاء على الزيادة الناجمة في درجات الحرارة العالمية بسبب الانحباس الحراري الكوكبي عند مستوى لا يتجاوز درجتين مئويتين نسبة إلى مستويات ما قبل الصناعة. لكن يجب أن تبدأ البلدان بسرعة في خفض الانبعاثات الآن.

يؤثر تغير المناخ على أجزاء مختلفة من العالم على نحو متفاوت، وليست كل البلدان مسؤولة بالتساوي ــ سوءا الآن أو تاريخيا ــ عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وقد حالت هذه التفاوتات حتى الآن دون نشوء إجماع دولي حول كيفية تقاسم تكاليف التخفيف بشكل عادل. ولكن خلال فترة التحضير لقمة الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP26) في جلاسجو في نوفمبر/تشرين الثاني، يصبح من الممكن إحراز تقدم سريع بسهولة أكبر من خلال الاعتراف بشدة خطورة تهديد الانحباس الحراري الكوكبي، مقترنا بالانخفاض الكبير في تكلفة مصادر الطاقة المتجددة. الواقع أن التركيز في مناقشة أزمة المناخ تحول من تكاليف التخفيف إلى الفرص التي تتيحها التكنولوجيات الجديدة.

لا يزال السباق لتحقيق هدف عالَـم الصِـفر الصافي بحلول عام 2050 متقاربا، مع تحرك مجموعات مختلفة من البلدان بسرعات متفاوتة. ولكن بات من الواضح على نحو متزايد أن أداء الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية بخلاف الصين من المرجح أن يحمل المفتاح إلى النجاح.

https://prosyn.org/fC9J02Far