delong234_Christopher FurlongGetty Images_trumpsign Christopher Furlong/Getty Images

موت أميركا الـمُـحـافِـظـة الـمُـستَـغـرَب

بيركلي ــ إذا كنت مهموما بشأن رفاهة الولايات المتحدة ومهتما بما يمكنها أن تفعل لمساعدة نفسها، فلتتوقف عن كل ما تفعله الآن ولتقرأ كتاب المؤرخ جيفري كاباسيرفيس البديع الصادر عام 2012 بعنوان "الحكم والخراب: سقوط الاعتدال وتدمير الحزب الجمهوري، من أيزنهاور إلى حزب الشاي". لفهم السبب، اسمحوا لي بعرض فاصلة تاريخية موجزة.

حتى بداية القرن السابع عشر تقريبا، كان لزاما على الناس في عموم الأمر أن ينظروا إلى الوراء في الزمن للبحث عن دليل على عظمة الإنسان. لقد بلغت الإنسانية أوجها في عصور ذهبية أُهـمِـلَـت لفترة طويلة وكان قوامها أنصاف الآلهة، وعظماء المفكرين، ومشاريع البناء الضخمة. عندما كان الناس ينظرون إلى المستقبل بحثا عن وعد بعالم أفضل، كانت هذه رؤية دينية اصطنعوها ــ إنها مدينة الرب وليست مدينة الإنسان. وعندما نظروا إلى مجتمعهم، رأوا أنه في الأغلب ذات المجتمع الذي كان في الماضي، حيث أدار هنري الثامن وحاشيته شؤون البلاط بذات الطريقة التي انتهجها أجاممنون، أو تيبيريوس قيصر، أو آرثر.

لكن بعد ذلك، في عام 1600 أو نحو ذلك، لاحظ الناس في أوروبا الغربية أن التاريخ يتحرك إلى حد كبير في اتجاه واحد بعينه، بسبب توسع قدرات البشر التكنولوجية. في الاستجابة لعقيدة التقدم الجديدة التي تبناها الأوروبيون في القرن السابع عشر، مثلت القوى المحافظة وجهة نظر واسعة الانتشار حول الكيفية التي ينبغي للمجتمعات أن تستجيب بها للعواقب السياسية المترتبة على التغير التكنولوجي والاجتماعي. ومن هنا فقد جمعوا أنفسهم عموما في أربعة أنواع مختلفة من الأحزاب السياسية.

https://prosyn.org/RAIzwNlar