rogoff233_ Arne Dedertpicture alliance via Getty Images_germanystockmarket Arne Dedert/picture alliance via Getty Images

تفاؤل عالمي في غير أوانه

لندن ــ تَـمَـلَّـكَ الذهول من كثيرين من أولئك الذين حضروا اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام في دافوس إزاء المزاج المبتهج الذي أبداه رؤساء الشركات والأعمال التنفيذيون بين الحضور. كان من الصعب التوفيق بين تفاؤل قادة الأعمال هؤلاء وحالة عدم اليقين الاقتصادي في الأمدين القريب والبعيد بسبب الحرب في أوكرانيا.

من المؤكد أن الأمر لا يخلو من أسباب للتفاؤل الحذر، مثل تحول الصين بمقدار 180 درجة بعيدا عن استراتيجية "كوفيد-صِـفر" الصارمة. قريبا، قد تشهد الصين موجة ضخمة من "الإنفاق الانتقامي"، المدفوع بالطلب المكبوت من جانب المستهلكين الذين أمضوا القسم الأعظم من السنوات الثلاث الأخيرة في ظل قيود الإغلاق والآن تراكم لديهم ما يعادل تريليونات الدولارات من المدخرات التي يمكنهم إنفاقها. عَـلَّـقَ كثيرون آمالهم على حدوث التعافي العالمي في ظل هذا السيناريو، على أمل أن يتمكن المتسوقون الصينيون من تعزيز النمو ودفع أسعار النفط إلى العودة إلى 100 دولار للبرميل. ولكن بصرف النظر عن تطور الأحداث في الصين، لا تزال الهند تتمتع بنمو قوي تدعمه المشتروات من النفط الروسي المخفض الثمن.

من جانبهم، يبدو الأوروبيون سعداء بالتوقعات المفرطة في الثقة بأن اقتصاد القارة لن ينزلق إلى الركود في عام 2023 ــ أو على الأقل لن يكون الركود شديدا. وحتى إيطاليا عَـدَّلَت تقديرات نموها صعودا ومن المتوقع أن تسجل نموا بنسبة 0.6% هذا العام. ولأن تغير المناخ أصبح على رأس أجندة السياسات في الاتحاد الأوروبي، فمن عجيب المفارقات أن يبدو الأمر كما لو أن الانحباس الحراري الكوكبي أنقذ أوروبا من نقص الغاز وارتفاعات الأسعار التي توقعها كثيرون من المحللين.

https://prosyn.org/ATGipstar