turner61_GettyImages_peoplewalkingdownstreetsun Getty Images

مدح الانخفاض الديموغرافي

لندن- تصدر الأمم المتحدة كل عامين آخر تقديراتها بشأن الاتجاهات السكانية المستقبلية. وتكشف احتمالاتها لعام 2019 عن فجوة صارخة. إذ في جميع أنحاء آسيا وأوروبا والأميركيتين، تحقق بالفعل الاستقرار السكاني، أو سيتحقق قريبًا، حيث تشير التوقعات المتوسطة إلى زيادة من 6.4 مليار اليوم إلى 6.5 مليار في عام 2100، أي بزيادة قدرها 2٪ فقط. وفي مقابل ذلك، تتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع عدد سكان إفريقيا من 1.34 مليار إلى 4.28 مليار.

ولِما يزيد عن عقود من الزمن، تعتمد الاتجاهات السكانية، كثيرا، على توقعات معدلات الخصوبة في المستقبل، والتي ليست ثابتة بطبيعتها. ولكن في جميع الاقتصادات المتقدمة في العالم، استمر نمط الخصوبة الحالي لفترة طويلة لدرجة أنه من المرجح أن يظل سمة مستقرة للمجتمع البشري.

وفي جميع البلدان المتقدمة اقتصاديًا، انخفضت معدلات الخصوبة بسرعة بين أواخر القرن التاسع عشر وعشرينيات القرن العشرين، حيث أصبحت وسائل منع الحمل متاحة بشكل متزايد، وتحررت النساء من المجال المنزلي عن طريق التعليم، وارتفاع نسبة مشاركتها في القوى العاملة النظامية. ولكن بعد انخفاض معدلات الخصوبة إلى أقل من اثنين في العديد من البلدان بين الحربين العالميتين، ارتفعت مرة أخرى في فترة ما بعد الحرب مباشرة، حيث وصلت إلى حوالي 2.4 في شمال وغرب أوروبا، وما يزيد عن ثلاثة فقط في أمريكا الشمالية.

https://prosyn.org/BTgnYx1ar