james202_FABRICE COFFRINIAFP via Getty Images_ubs credit suisse FABRICE COFFRINI/AFP via Getty Images

أزمات انعدام اليقين

برينستون ــ كانت أزمة مصرفية صغيرة الحجم نسبيا كافية لإثبات هشاشة التعددية اليوم. لقد قَـلَـبَ فشل البنوك في الولايات المتحدة وأوروبا التوقعات، لأن الحكومات لم تتظاهر حتى بأنها تتبع أي كتاب قواعد مشترك في التعامل مع التداعيات. ورغم أن النظام المصرفي العالمي في حال أفضل مما كان عليه قبل الأزمة المالية العالمية التي اندلعت عام 2008، فإن الآليات التي تأسست على مدار السنوات الخمس عشرة الأخيرة للتعامل مع الإجهاد المالي أثبتت كونها غير كافية.

تنطوي الأزمة الأخيرة على تداعيات أوسع انتشارا تؤثر على الكيفية التي يستطيع العالم ــ وينبغي له ــ من خلالها التصدي للمشكلات الجماعية. لقد واجهت التعددية أوقاتا عصيبة بالفعل. ورغم إصرار قادة العالم على نحو متكرر بعد أزمة 2008 على وجوب عدم العودة إلى سياسات الحماية، فقد أصبحت منظمة التجارة العالمية عاجزة، وغير قادرة على إبرام اتفاقيات جديدة أو حتى الفصل في المنازعات على أساس الاتفاقيات القائمة. وقد تبنت كل الاقتصادات الكبرى ــ الولايات المتحدة، والصين، والاتحاد الأوروبي ــ أشكالا متباينة من تدابير الحماية.

يمكننا فهم هذا الاتجاه على أنه مزيد من الحماية المالية والتدابير الحكومية التعسفية. كان الدرس الحاسم المستفاد من أزمة 2008 هو أن الأجهزة التنظيمية المفتتة لا تخلو من مشاكل معقدة، وأن القواعد الواضحة مطلوبة في حال حدوث صدمة فجائية أو انهيار. لكن التعامل مع فشل بنك سيليكون فالي أدير جزئيا من قِـبَـل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وجزئيا من جانب جهة تنظيمية تابعة لولاية كاليفورنيا، والتي اتخذت قرار إغلاق البنك في منتصف يوم تداول، مما أدى إلى تهافت المودعين على نطاق أوسع كثيرا لاسترداد ودائعهم من البنوك الأصغر حجما.

https://prosyn.org/qVqfzgmar