mahroum20_Andreas RentzGetty Images_dronedeliverydhl Andreas Rentz/Getty Images

الأتـمـتـة والفاعلية البشرية

دبي ــ ذَهَـب أمارتيا سِن الحائز على جائزة نوبل إلى تعريف "الفاعلية البشرية" على أنها "ما يقوم به الفرد وينجزه بحرية في سعيه وراء أي أهداف أو قيم يعتبرها مهمة". في وقت حيث تتصاعد المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي والروبوتات المدمرة للوظائف، تأتي أزمة فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19 COVID-19) كتذكِرة قوية بأننا لن نجد بديلا للفاعلية البشرية (العامل البشري)، عندما يتعلق الأمر بدفع عجلة الاقتصاد.

ينظر كثيرون إلى جائحة كوفيد-19 باعتبارها محفزا محتملا للمزيد من التشغيل الآلي (الأتمتة). فمن خلال تسليط الضوء على ضعف العمال البشريين وتعرضهم للمخاطر وتضخيم الأصوات المنادية بتوفير سبل حماية أقوى ومزايا أكبر للعمال مثل الإجازات المرضية المدفوعة الأجر، ربما تعمل هذه الأزمة على تحفيز الشركات في العديد من الصناعات على الاستثمار في الروبوتات.

ولكن ليس هناك من الأسباب ما يحملنا على الاعتقاد بأن المزيد من الروبوتات كانت لتنقذ الاقتصاد من الركود الناجم عن عمليات الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19. كانت العديد من سلاسل التوريد مؤتمتة بدرجة عالية بالفعل، ومع ذلك عانت من ارتباكات. وجرى إغلاق مصانع الإنتاج التي تديرها روبوتات وتلك التي تعتمد على العمال البشريين على حد سواء. والصناعات الأكثر اعتمادا على الروبوتات في بعض البلدان ذات الكثافة الأعلى من الروبوتات (الصين، وألمانيا، واليابان، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة) تستغني الآن عن آلاف العمال.

https://prosyn.org/6cqgwQUar