nagymohacsi2_Igor KutyaevGetty Images_africamapeconomymarket Igor Kutyaev/Getty Images

ثورة السياسة النقدية الصامتة في الأسواق الناشئة

لندن ــ شهد عمل البنوك المركزية في الأسواق الناشئة ثورة صامتة خلال جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19). فعلى النقيض من أزمات الماضي، كانت قادرة على محاكاة السياسات التي كانت البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة عاكفة على تنفيذها: سياسات معاكسة للتقلبات الدورية، مع التيسير الكمي، وشراء الأصول بالعملة المحلية، وخفض أسعار الفائدة، وتسييل العجز الحكومي.

في الماضي، كانت مثل هذه السياسات لتغذي التضخم وتفرض ضغوطا تدفع أسعار الصرف إلى الانخفاض. لكن الحال كانت مختلفة هذه المرة. فباستثناء قِـلة من البنوك المركزية التي كانت تواجه المتاعب بالفعل قبل اندلاع الجائحة، كانت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة قادرة على استخدام التيسير الكمي لخلق حيز أكبر للمناورة في الاستجابة للأزمة.

ساعدت السياسات النقدية في الاقتصادات المتقدمة في تمكين هذا التغيير. فقد خلفت برامج التيسير الكمي التي تبنتها تأثيرات إيجابية غير مباشرة، حيث عملت على توسيع عمليات مقايضة العملة وإعادة شراء العملات الأجنبية (ريبو) في الاستجابة للأزمة. وبين التدابير التي اتخذتها البنوك المركزية ذات الأهمية الجهازية على مستوى العالم، كانت استجابة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هي الأكثر أهمية، لكن عمليات المقايضة وإعادة الشراء من جانب البنك المركزي الأوروبي وبنك الشعب الصيني كان لها أيضا تأثير كبير على المستوى الإقليمي.

https://prosyn.org/JlmvHxRar