sachs332_Sun ZhongzheVCG via Getty Images_new year Sun Zhongzhe/VCG via Getty Images

تفاؤل مستحق بالعام الجديد

نيويورك ــ كان 2020 عاما مروعا، حيث شهد اندلاع جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، وانتكاسات اقتصادية في مختلف أنحاء العالم، وانتشار كوارث مرتبطة بالمناخ على نطاق واسع، واضطرابات اجتماعية منتشرة، بل وحتى المزاعم الزائفة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول تزوير انتخابي ضخم والدعوات بين أنصاره إلى فرض الحكم الـعُـرفي. مع ذلك، وعلى الرغم من الأنباء الكئيبة، فقد جلب العام أيضا بعض الأسباب القوية للتفاؤل. في العام المقبل، سيكون بوسعنا أن نُـرسي الأساس لعصر جديد من التنمية المستدامة، والسلام، والتعاون.

كان السبب الأول للتفاؤل متمثلا في نجاح العديد من البلدان في قمع جائحة كوفيد-19. فقد عملت بلدان متنوعة ثقافيا وسياسيا في مختلف أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مثل أستراليا، والصين، وكوريا الجنوبية، ولاوس، ونيوزيلندا، وفيتنام، على نشر استراتيجيات الصحة العامة الفـعّـالة لاحتواء الجائحة. وكذا فعلت بعض البلدان في مناطق أخرى، بما في ذلك في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا. وفي حين هيمنت على العناوين الرئيسية أوجه القصور الكارثية في الاستجابة للجائحة في الولايات المتحدة وأوروبا، تُـثـبِـت لنا النجاحات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ومناطق أخرى كيف يمكن حل التحديات الكبرى والملحة من خلال تركيبة تتألف من الحكم الرشيد، والمواطَـنة المسؤولة، والسياسات القائمة على الأدلة.

يتمثل السبب الثاني للتفاؤل في وصول لقاحات جديدة، والتي هي ليست فقط مصدرا لأمل عظيم في إنقاذ الأرواح ووقف انتشار الفيروس، بل تشكل أيضا دليلا على قوة العلم الحديث وقدرته على تحقيق اختراقات تكنولوجية في وقت قياسي. كان تطوير اللقاح تجسيدا لـ"نهج الرسالة" الذي تمثل في استهداف البحث والتطوير في إطار جهد مشترك بين القطاعين العام والخاص. ومن الأهمية بمكان أن نستعين بذات النهج في التعامل مع تحديات عالمية أخرى، مثل تعزيز الطاقة المتجددة، والزراعة المستدامة، والحفاظ على التنوع البيولوجي.

https://prosyn.org/GctfJyGar