bildt104_Doug MillsPoolGetty Images_semiconductors Doug Mills/Pool/Getty Images

حرب الرقائق العظمى

ستوكهولم ــ بالإضافة إلى التعامل مع تداعيات الحرب المفتوحة في أوروبا الشرقية، يشهد العالم بداية حرب اقتصادية شاملة بين الولايات المتحدة والصين حول التكنولوجيا. سوف يكون لهذا الصراع تبعات جسيمة، وهو يتصاعد بوتيرة سريعة. في وقت سابق من هذا الشهر، فرضت وزارة التجارة في الولايات المتحدة قيودا جديدة صارمة على بيع أشباه الموصلات المتقدمة وغيرها من السلع الأميركية عالية التكنولوجيا إلى الصين. وفي حين استخدمت روسيا الصواريخ لمحاولة شل البنية الأساسية للطاقة والتدفئة في أوكرانيا، تستخدم الولايات المتحدة الآن القيود على التصدير لتقليص خدمات الصين العسكرية والاستخباراتية والأمنية.

علاوة على ذلك، أَقـرّ الرئيس الأميركي جو بايدن في أغسطس/آب قانون الرقائق والعلوم، الذي يتضمن إعانات دعم وغير ذلك من التدابير لتعزيز صناعة أشباه الموصلات المحلية في أميركا. كانت أشباه الموصلات، وسوف تظل، في صميم اقتصاد القرن الحادي والعشرين. في غياب الرقائق الإلكترونية الدقيقة ستصبح الهواتف الذكية غبية، ولن تتحرك السيارات، ولن تعمل شبكات الاتصالات، ولن يكون من الممكن تصور أي شكل من أشكال الأتمتة (التشغيل الآلي)، وسوف يظل عصر الذكاء الاصطناعي الجديد الذي ندخله الآن مادة لروايات الخيال العملي. وعلى هذا فإن التحكم في التصميم والتصنيع وسلاسل القيمة التي تنتج هذه المكونات المتزايدة الأهمية في حياتنا أمر بالغ الأهمية. إن حرب الرقائق الجديدة هي حرب للسيطرة على المستقبل.

الواقع أن سلسلة قيمة أشباه الموصلات خاضعة بشدة للعولمة، لكن الولايات المتحدة وأقرب حلفائها يسيطرون على الركائز الرئيسية. يتركز تصميم الرقائق بشكل كبير في أميركا، ولن يكون الإنتاج في حكم الممكن بدون المعدات المتطورة من أوروبا، كما أن تصنيع الرقائق الأكثر تقدما ــ بما في ذلك تلك التي تشكل أهمية بالغة في مجال الذكاء الاصطناعي ــ يقع بشكل قصري في منطقة شرق آسيا. والدولة الأكثر أهمية في تصنيع الرقائق هي تايوان، لكن كوريا الجنوبية أيضا لا تغيب عن الصورة.

https://prosyn.org/nsIbOPuar