emmott_Antonio MasielloGetty Images_meloni Antonio Masiello/Getty Images

لحظة جيورجيا ميلوني

لندن ــ عندما تأتي نتائج انتخابية "صادمة" أو "متطرفة" مع انخفاض غير مسبوق في إقبال الناخبين وتجاهل كبير من جانب الأسواق المالية، فقد حان الوقت لإيجاد توصيفات جديدة. كان حدثا مذهلا بكل تأكيد ذلك الانتصار الحاسم الذي حققه في الانتخابات العامة الإيطالية ائتلاف يقوده حزب إخوة إيطاليا بزعامة جيورجيا ميلوني، والذي جعلها على الطريق لتكون أول رئيسة وزراء لإيطاليا وأول شاغل لهذا المنصب يزعم أن نسبه يمتد بوضوح إلى بينيتو موسوليني. ولكن لا يوجد سبب وجيه يحملنا على الاعتقاد بأن هذا قد يغير مسار إيطاليا على نحو ذي بال من منظور الأسواق أو شركاء البلاد الدوليين.

كانت هذه الانتخابات من الحالات النادرة التي تتوقع فيها استطلاعات الرأي النتيجة الصحيحة إلى حد كبير. كان من الواضح طوال عامين على الأقل أن الأحزاب اليمينة الثلاثة قادرة على الفوز بأغلبية مطلقة إذا تماسكت معا. الشيء الوحيد الذي تغير ماديا كان التوازن داخل الائتلاف: أثناء إدارة حكومة الوحدة الوطنية التكنوقراطية بقيادة ماريو دراجي في الفترة من فبراير/شباط 2021 إلى يوليو/تموز من عامنا هذا، تحولت الأصوات بعيدا عن حزب الرابطة اليميني الذي انضم إلى حكومة دراجي، ونحو الحزب الذي بقي خارجها، حزب إخوة إيطاليا.

استمر هذا التحول حتى الانتخابات، مع حصول حزب إخوة إيطاليا على ثلاثة أضعاف الأصوات التي حصل عليها حزب الرابطة بقيادة ماتيو سالفيني، أو شريك ميلوني الآخر في الائتلاف حزب فورزا إيطاليا بقيادة سيلفيو بيرلسكوني. وسوف يؤدي هذا إلى تعزيز موقفها بقوة عند تشكيل حكومتها، مما يجعل من المرجح أن تدوم حكومتها عدة سنوات، أو حتى فترة الولاية البرلمانية الكاملة (خمس سنوات).

https://prosyn.org/AhSFRk2ar