eichengreen138_SANDY HUFFAKERAFP via Getty Images_americanflagfence Sandy Huffaker/AFP via Getty Images

عيب أمريكا في انعزاليتها

بيركلي– يرى الكثيرون أن سياسات "أمريكا أولاً"، التي وضعها دونالد ترامب، تنازلٌ عن القيادة العالمية، أي أنها ضربة قاضية للنظام المتعدد الأطراف، الذي ظهر في الفترة بعد الحرب العالمية الثانية، والذي صاغته الولايات المتحدة، وجعلته مستداما. إن وجهة النظر هذه تحمل الكثير من الحقيقة. ويمثل هذا التحول المقلق رجوعا إلى قيم الولايات المتحدة القديمة. إن الاعتراف بأن النصف الثاني من القرن العشرين كان حالة شاذة، ولم تكن قاعدة، يثير أسئلة مقلقة حول طبيعة القيادة الأمريكية، وحول مصير التعددية بعد ترامب.

ولكون الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاد قاري غني بالموارد، ويفصلها عن أوروبا وآسيا المحيط الأطلسي، والمحيط الهادئ الشاسع، دائما ما كانت الانعزالية تُغريها . وتحدث توماس جيفرسون الشهير عن عدم وجود تحالفات متشابكة. ولم تكن عقيدة مونرو، التي يرجع تاريخها إلى عام 1823، مجرد تأكيد للهيمنة الأمريكية في نصف الكرة الغربي، بل كانت أيضًا محاولة لإبعاد أمريكا عن الحروب الأوروبية. وفي القرن العشرين، دخلت الولايات المتحدة الحربين العالميتين الأولى والثانية متأخرة بسنوات، بعد أن أصبحت المخاطر واضحة بفترة طويلة، وفقط بعد استفزازها مباشرة من هجمات الغواصات الألمانية، والغارة اليابانية على بيرل هاربور.

وفضلا عن ذلك، سعت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، إلى تعزيز مصالحها في الخارج من جانب واحد، وليس عن طريق المشاركة المتعددة الأطراف. وخير مثال على هذا، عقيدة مونرو. والمثال الثاني، هو رفض أمريكا الانضمام إلى عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى.

https://prosyn.org/ZnK3H9car